أليس من أولويات الحكومة توفير الخدمات وتحسين معيشة المواطن؟
المشهد الجنوبي الأول / متابعات
ما من مجلس يجتمع فيه اثنان أو أكثر إلا ويدور بينهما حديث الساعة عن تردي الخدمات: انقطاع الكهرباء والمياه ومعاناة المواطن من غلاء الأسعار بارتفاع جنوني في المواد الغذائية والاستهلاكية الاساسية وغيرها.
فأحاديث عامة الناس تنصب حول مواضيع رئيسية متعلقة بحياتهم ومعيشتهم نظير ما يعانونه من أزمات مثل أزمة انقطاع الكهرباء وانقطاع المياه الشريان الرئيسي لحياته، إلى جانب ارتفاع الأسعار، كل ذلك جعلت المواطن يعيش حالة من الضيق والنكد، لا يستطيع مقاومته.
فمن البديهي أن استراتيجية مشاريع البنية التحتية والمتعلقة بمستوى تحسين معيشة المواطن نحو الأفضل تعتبر من المشاريع بالغة الأهمية، خاصة إذا كان الحديث عن أهم الخدمات الاساسية العامة مثل الكهرباء والمياه وتوفير الامن الغذائي لكل مواطن، فكلنا يعلم أهمية بناء محطة كهرباء في عدن الحبيبة والغالية علينا جميعاً، لكننا نسأل أنفسنا: يا ترى متى يتم إنشاء وبناء محطة كهرباء لتعم الفائدة عدن وتستفيد وتتغذى منها المحافظات المجاورة لها؟!
إن أزمة الكهرباء في عدن وبلادنا عموماً تسير من سيئ إلى أسوأ، فالكهرباء خدمة أساسية وهامة ويستفيد منها الجميع، لهذا لابد من معالجة ملف الكهرباء معالجة صحيحة وسليمة، خاصة وأن المواطن ينتظر بفارغ الصبر من الحكومة إنهاء مشكلة الكهرباء، حيث طالت معاناته خاصة منذ تحرير محافظته عدن من أعداء الوطن «الحوثي وعفاش» دون أن تقوم بواجبها بإيجاد حل جذري ونهائي. ولو وجدت النوايا الصادقة والخطط المدروسة لهذا المشروع البالغ الأهمية لكانت الحكومة قد انشأت وبنت محطة كهرباء وتنهي معاناة المواطنين.
يتساءل الكثيرون: أليست خدمة الكهرباء من المطالب الأساسية، ومن أولويات الحكومة الاهتمام بها لأهميتها؟.. فعلى الحكومات الالتزام بتوفيرها، لأنها يجب أن تعي وتفهم معنى تحمل المسؤولية تجاه شعبها، فتوفير الخدمات هي من أساسيات متطلبات الحياة الضرورية.
قدمت دول التحالف للحكومة أموالا لدعم قطاع الكهرباء بشكل لا محدود، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل لدى الحكومة نوايا بتقديم الخدمات لشعبها خاصة قطاع الكهرباء والعمل على تقديم خطة متكاملة بتحسين الكهرباء؟.. إذن متى ندرك أن الحكومة عازمة على بناء محطة كهربائية لتنهي معاناة المواطن الذي طال انتظاره لها سنوات وسنوات؟ أم أنها غير جادة ولا تريد إنشاء محطة كهرباء في عدن والمحافظات المجاورة.. أو أن كل ما في الأمر مجرد وعود إعلامية فقط للاستهلاك؟!!
*- محمد قاسم الفلاح