علي كاتيوشا يحشد الى عدن بأدوات جنوبية.. في مهمة تعميق الوحدة مجدداً
المشهد الجنوبي الأول / متابعات
لم يكن علي محسن صالح الأحمر القائد العسكري البارز والزعيم الإخواني، الذي خرج من صنعاء ذليلاً، أن يعود إلى العاصمة اليمنية، بعد أن احتمى بالسفارة السعودية التي تكفلت بإخراجه متخفيا إلى المملكة، لكنه في طريقه إلى عدن العاصمة الجنوبية التي يمتلك فيها مساحات واسعة من الاراضي التي أستولى عليها عقب حرب 1994م، من بينها عقارات كبيرة يقع معظمها على شريط ساحل أبين شرق خور مكسر.
المؤشرات التي توحي بأن الأحمر في طريقه إلى عدن العاصمة الجنوبية التي وصفه سكانها ذات يوم بعلي كاتيوشا لهول ما امطر به مدينته من قذائف الكاتيوشا، في حرب العام 1994م، جاءت من خلال قوات عسكرية أعلنت مصادر عسكرية أنها وصل خلال اليومين الماضيين واستقرت في معسكرات عدة بضواحي ووسط عدن.
وقال سياسيون إن “هذه المؤشرات جاءت في اعقاب الحديث عن وصول قوات يمنية الى العاصمة الجنوبية عدن، لأول مرة منذ تحرير المدينة”؛ والتي وصفوها بـ”مساع لتعميق الوحدة اليمنية من قبل علي محسن الأحمر”.
وأكدت مصادر عسكرية وصول قوات شمالية من محافظة مأرب اليمنية إلى العاصمة الجنوبية عدن، للانضمام إلى قوات الحرس الرئاسي التي يوالي جزء منها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجزء أخر مع نائبه.
وقال مصدر عسكري في قاعدة بدر “إن القوات العسكرية التي وصلت عدن عبارة عن افراد “قوة بشرية لثلاث كتائب”، وهي ربما تأتي ضمن توجيهات الحكومة الشرعية بضرورة دمج القوات اليمنية (الشمالية والجنوبية)”.
وكان رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر قد دعا العام الماضي إلى ضرورة دمج القوات العسكرية في الشمال والجنوب. وأكد مصدر أمني في وزارة الداخلية “أن وزارة الداخلية تستقبل بشكل يومي العشرات من العسكريين الشماليين الذين يتم معالجة وضعهم، وزارة الداخلية في عدن، هي لكل اليمن، والدولة القادمة هي اتحادية من ستة اقاليم”.
واعتبر سياسيون جنوبيون وصول قوات يمنية إلى عدن، بأن الأحمر يسعى لتعميق الوحدة اليمنية، التي فشل الحوثيون وصالح في تعميقها بالحرب التي شنت على الجنوب في العام 2015م. ويعتقد هؤلاء ان “نقل الوزارات والمكاتب إلى العاصمة الجنوبية، هو ترسيخ للوحدة اليمنية بأياد جنوبية”.
وقال السياسي الجنوبي البارز يحيى غالب الشعيبي ” الخطة (أ) لترسيخ الوحدة بالقوة بنفوذ شمالي على الجنوب (فشلت)، لكن الخطة (ب) لترسيخ الوحدة سلميا بنفوذ جنوبي جار الترسيخ ، من خلال نقل كل المؤسسات من صنعاء إلى عدن كعاصمة لليمن بقيادات جنوبية، لكنها ستفشل ايضا واليقظة مطلوبة”.
ويتهم سياسيون مسؤولين جنوبيين في حكومة هادي بالعمل على اعادة ترسيخ الوحدة مجددا على الرغم من المتغيرات التي طرأت عقب الانتصار على الحوثي، واعادة قوات جنوبية تشكيلها من جديد عقب ربع قرن من التسريح القسري.
ورفع في عدن للمرة الثانية علم الوحدة، بعد ان رفع في معسكر قوات اللواء الرابع حماية رئاسية والذي يدين بالولاء للجنرال الأحمر، وهو العلم الذي اثار موجة غضب واسعة.
وقال مصدر عسكري في الشرطة العسكرية التي يقودها اللواء ناصر النوبة المعين حديثا “إن ألوية الحرس الرئاسي رفعت علم الوحدة خلال استعراض عسكري اقيم في قاعدة بدر العسكرية”، خلال تنظيم ألوية عسكرية يتقاسم نفوذها الأحمر وهادي عرضا عسكريا بمناسبة تدشين المرحلة الثانية من العام التدريبي 2018م. وبحسب المصدر فقد شهد الاستعراض خلافات حول حماية العرض العسكري، حيث قام قائد اللواء 39 مدرع اللواء عبدالله الصبيحي بطرد قوات الشرطة العسكرية التي يقودها اللواء ناصر النوبة، مشادات كلامية بين ضباط القوة والصبيحي بحضور النوبة.
وأكد المصدر “أن افراد الشرطة العسكرية انسحبوا من حماية العرض العسكري، في اعقاب توجيه الصبيحي كلاما وبخ فيه افراد الشرطة وحملهم مسؤولية حدوث اي تفجير، وهو ما دفع افراد الشرطة العسكرية إلى الانسحاب، فيما بقي قائدهم اللواء ناصر النوبة في منصة الاستعراض.
واتهم عسكريون في الشرطة العسكرية سعي بعض الاطراف العسكرية الى اعادة رفع اعلام اليمن فوق المرافق العسكرية، في محاولة لجس نبض الجنود.
وحذر ضباط عسكريون من مغبة استفزاز مشاعر الجنوبيين بعلم تسبب لهم بمعاناة كبيرة طوال ربع قرن من الزمان.
وقال ضابط في قوات اللواء 39 مدرع “رفع علم اليمن فيه استفزاز، ربما ارادت القيادة استفزاز بعض القوى السياسية في الجنوب، لكن نحن كانت لنا وجهة نظر ان يتم تحييد الصراع السياسي في الجنوب عن العمل العسكري، لكن النفوذ لبعض الاطراف السياسية في الحكومة انعكس على اداء الجيش واًصبح الجيش في عدن مقسم بين طرف بيد هادي وأخر بيد الأحمر وثالث بيد احمد العيسي”.
وأكد الضابط الذي طلب عدم الاشارة الى اسمه ان “علم الوحدة أصبح منبوذا، وهناك صيغة مطروحة للحل على الرغم من رفض بعض القوى لها وتحفظ أخرى، لكنها تظل صيغة يمكن الحوار حولها وهي، صيغة الدولة الاتحادية من ستة اقاليم، لكن هذا لا يعني ان العلم سيظل هو، الكثير يرفض هذا العلم”.
وقالت مصادر سياسية في عدن “إن اطرافا جنوبية تسعى لتقديم مقترحات للمبعوث الدولي تحض على بقاء الوحدة اليمنية وان الجنوبيين مع الوحدة اليمنية نكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب بالاستقلال عن الشمال”.
ويرفض جنوبيون اي شكل من اشكال الاتحاد مع الشمال اليمني، ويرون ان بقاء الوحدة او اي صيغة اخرى فيه امتهان لكرامتهم بعد ان تمكنوا بدعم من التحالف العربي في هزيمة القوات الشمالية ودحرها خارج الجنوب، لكن الارتباط الوثيق بعض القوى السياسية المرتبطة بالحكومة الشرعية قد ربما يسبب ارباكاً، خاصة في ظل جهود أممية تسعى للتوصل الى حل مستدام للأزمة في اليمن.
وشكل سياسيون من تنظيم الإخوان “ائتلاف سياسي جنوبي” لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي والقوى الجنوبية الأخرى”.
وتحرك قادة هذا المكون المعلن عنه في الرياض على مختلف الاصعدة للحديث بأسم الجنوب، واقترحوا ان يكون الحل للقضية الجنوبية التي يدعون انهم ممثلوها، في دولة اتحادية من ستة اقاليم، منها اثنان في الجنوب.
اليوم الثامن