محلل سياسي يكشف اسباب رفض الجنوبيين انتخاب هادي عام 2012م
المشهد الجنوبي الأول / متابعات
كشف محلل سياسي وكاتب صحفي جنوبي بارز عن الاسباب التي دفعت الجنوبيين إلى رفض انتخابات العام 2012م، التي نصبت عبدربه منصور هادي، رئيسا لليمن لفترة انتقالية تمددت اثر الانقلاب الذي نفذه الحوثيون الموالون لإيران ضد الحكومة اليمنية.
وأكد المحلل السياسي والكاتب الصحفي الجنوبي المقيم في المهجر “هاني مسهور” في مقالة نشرتها العرب الدولية إلى أن “القوى الشمالية التقليدية لم تفلح في تذويب القضية الجنوبية حتى بوصول الرئيس عبدربه منصور هادي، وهو ابن الجنوب، إلى أعلى سلطة في حكم اليمن”.
وقال “باءت المحاولات بالفشل ولم يحصل الرئيس هادي في استفتاء فبراير 2012 إلا على نسبة 8 بالمئة في المحافظات الجنوبية في إشارة إلى أن الجنوبيين كانوا أكثر تشددا تجاه قضيتهم التي تنامت مع إقصاء الحراك الجنوبي عبر فصائله الحقيقية في مؤتمر الحوار الوطني، ووصلت قناعات الجنوبيين إلى ما لا يمكن التراجع عنه بسبب مخرجات مؤتمر الحوار التي اعتبروها مجحفة بحق قضيتهم، وازداد الاحتقان السياسي مع مقترح الأقاليم الذي قسم الجنوب إلى قسمين”.
وأكد أن “عاصفة الحزم شكلت منعطفا هاما على اعتبار أن كل الانتصارات العسكرية التي حققها التحالف العربي كان الجنوبيون هم شركاء فيها، وحتى مع ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017 لم يكن سوى اعتبار منطقي، فالاختلال الحاصل بين المؤسسة الشرعية والجنوبيين كان لا بد وأن ينتج هذا الكيان السياسي المُعبر عن القضية الجنوبية، وإن فشل المجلس لاحقا في أن يكون حاملا لها لاعتبارات كثيرة غير أن الأهم هو أن القضية الجنوبية ظلت محورا فاعلا على امتداد الجغرافيا الجنوبية”.
وقال إن “التحول الأجدر يكمن فيما تلا مقاطعة السعودية والإمارات ومصر والبحرين للنظام القطري في يونيو 2017، فلقد ظهرت المطامع الإيرانية وكذلك التركية في الجنوب إضافة إلى الحديدة كمدخل لجنوب البحر الأحمر، وهنا ظهرت المخاطر الفعلية التي لا يمكن تجاهلها من قبل جماعة الإخوان المسلمين والتي أظهرتها من بعد المقاطعة ومدى رغبة التنظيم الدولي في إحكام القبضة على المحافظات الجنوبية تحت يافطة التمسك بالوحدة اليمنية، لذلك لم يكن ظهور فصيل من الحراك الجنوبي ممول من قطر وإيران في أكتوبر 2017 معاد للسعودية والإمارات سوى تأكيد على أن القطريين يراهنون بقوة ويشعرون بخطر حقيقي على فقدانهم للجنوب، والذي ترى طهران وأنقرة أن لا بد من فرض نفوذ لهما على مساحته”. ولفت مسهور في مقالته التي اعادة اليوم الثامن نشرها/ إلى أن “الخطر على الجنوب سيبقى ماثلا بسبب الصراع الدولي عليه وهذا ما يستدعي معالجة جوهرية تنطلق من مبدأ حماية الأمن القومي العربي الذي تقوده السعودية وتدعمها الإمارات.
فاليمن الذي تم استرداده من أنياب إيران سيظل محتاجا لمعالجات طويلة المدى، وهذا ما يدركه السعوديون والإماراتيون ودليل ذلك احتوائهم لحزب المؤتمر الشعبي العام وهذا ما تتطلبه القضية الجنوبية التي يجب احتواؤها بهيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي واستيعاب مختلف القوى الجنوبية، والبدء في إطلاق معالجات لأزماته. فالجنوب يعاني من انعدام الخدمات الأساسية فضلا عن تحديد مصيره السياسي الذي بات يشكل خطرا على المنطقة في ظل الدفع القطري لإيجاد اختراق يحكم من خلاله إخوان اليمن قبضتهم على الجنوب، ومنه على جنوب شبة الجزيرة العربية كلها”.