بين أنقرة وعدن : الأحمر.. يمهد الطريق لدور تركي قادم في الجنوب (تقرير)
المشهد الجنوبي الأول / تقرير
كشفت مصادر دبلوماسية يمنية في القاهرة عن جهود يبذلها مسؤولون يمنيون، وذلك في سبيل شرعنة الدور التركي المرتقب في عدن وجنوب اليمن بشكل عام، فيما أجرى نائب الرئيس اليمني والجنرال الإخواني علي محسن الأحمر اتصالات هاتفية بقيادات عسكرية وأمنية موالية له في عدن وحضرموت، وأخرى مع الجانب التركي وذلك لبحث دور كبير لأنقرة في عدن.
وتسعى اطراف في حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي إلى اقحام تركيا في الصراع اليمني من باب النكاية بدول التحالف العربي التي تبنت الحرب ضد الجماعات الإرهابية.
وقالت المصادر لـ(اليوم الثامن) “إن الفريق الأحمر اجرى اتصالات مكثفة خلال اليومين الماضيين بقيادات عسكرية وأمنية ومدنية موالية له في عدن وحضرموت وشبوة، وذلك لمناقشة المستجدات في الجنوب الذي يشهد حركا متصاعدا للمطالبة بالعدول عن مشروع الأقاليم الستة والقبول على أقل تقدير بالإقليمين. وكشف مصدر دبلوماسي يمني في القاهرة لـ(اليوم الثامن) “عن تحركات خطيرة للغاية، تدفع نحو تسليم اليمن للحلف الثلاثي (إيران وقطر وتركيا)، نكاية ببعض دول التحالف العربي، وذلك ربما يفصح عمن يقف وراء اعمال العنف التي شهدتها العاصمة عدن، وهي الاعمال التي تريد اظهار فشل التحالف في عدن من اجل الدفع بالبديل لذي هو في الاساس مناهض لدول التحالف العربي بقيادة السعودية. منذ نحو عام بات مصطلح (تركيا الشقيقة) هو الأكثر تداولا على وسائل الإعلام الرسمية والحزبية في اليمن، الأمر الذي يفسره إعلاميون يمنيون بأنه يؤكد على توجيه رسمي وحكومي بوصف تركيا بدولة شقيقة. وكالة سبأ الرسمية التابعة لحكومة هادي وصفت تركيا في أخر لقاء جمع نائب الرئيس اليمني الزعيم الإخواني علي محسن الأحمر بالسفير التركي لدى اليمن، بـ”تركيا الشقيقة”.
و قالت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” ان الفريق الركن علي محسن الأحمر نائب رئيس اليمن ، استقبل السفير التركي لدى اليمن ليفنت إيلر لمناقشة المستجدات على الساحة الوطنية والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وذكرت الوكالة أن نائب هادي ” ثمن دعم ومساندة تركيا الشقيقة للشرعية في اليمن في مختلف المحافل الدولية، ووقوفها إلى جانب أبناء الشعب اليمني. متطرقاً إلى المستجدات السياسية والميدانية وحرص القيادة السياسية والحكومة على تحقيق السلام وفقاً للمرجعيات المتفق عليها”.
وقالت الوكالة “إن السفير التركي جدد دعم بلاده للشرعية وتنفيذ القرارات الدولية، مؤكداً حرص تركيا على أمن اليمنيين واستقرارهم والتوصل إلى حل سلمي وفقاً للمرجعيات الثلاث وإنهاء معاناة أبناء الشعب اليمني”. واجرى الأحمر اتصالات مكثفة خلال اليومين الماضيين بقيادات عسكرية وأمنية في شبوة، وهي اتصالات تقول مصادر عليمة انها تمت ببعض الموالين للأحمر والضباط السابقين في قوات الفرقة الأولى مدرع. يسعى الأحمر الى خلق تحالف قوي له في الجنوب وتهامة التي تعمل قوات مشتركة من الجنوب والشمال والحديدة على تحريرها، وهي القوات التي لا تعترف بالشرعية وتعمل تحت لواء التحالف العربي والقوات الإماراتية. يرى الأحمر ان تحرير الحديدة سيكتب لطارق محمد عبدالله صالح الذي يقود هذه القوات صوب المعركة الرئيسية (استعادة صنعاء)، والتحالف العربي بقيادة السعودية لا يريد اي دور تنظيم الإخوان في المستقبل السياسي في اليمن، ويسعى لمحاولة كسب ود طارق او التباهي بان الانتصارات يجب ان تنسب للشرعية التي يمثل الأحمر فيها الرجل الأول. يقول خبراء يمنيون إن الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي يسعى من خلال وسائل الإعلام الى التأكيد على ان القوات التي تقاتل في الساحل الغربي تابعة له وتأتمر بأمره، وهو الذي دخل في خلاف قوي مع الإمارات واتهمها بدعم لطارق صالح الذي رفض الاعتراف بحكومة هادي الشرعية.
قال الأحمر في تصريحات صحافية “إن على طارق صالح أن يعترف بالشرعية”؛ دون ان يعير طارق تلك الدعوة اي اهتمام ومضى في خوض حرب ضد الحوثيين. الخلاف الشرعي من التحالف العربي والإمارات سبب الرئيس والمعلن هو الخلاف حول عدم اعتراف طارق صالح الذي يقاتل في جبهة الساحل الغربي، مع حكومة يقيم جلها في العاصمة السعودية الرياض.
ولا يستبعد سياسيون، قيام الطرف المتسيد للقرار الرئاسي في الذهاب نحو تحالف معلن مع تركيا وقطر وإيران نكاية بالتحالف العربي، لكن ربما معركة الحديدة التي اقتربت القوات المشتركة من تحريرها وقال الكاتب الجنوبي رفقي قاسم “لا يستبعد التمهيد لدور تركي قادم في اليمن والجنوب بشكل خاص، تركيا منذ سنوات وهي تمد الحلفاء المحليين بالأسلحة، لكن ما يثير الاستغراب حقيقة هو ما تقوم به بعض اطراف الشرعية في اليمن من خلق تحالفات مع اطراف هي في الاساس ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن”.
وأكد قاسم في حديث خاص لـ(اليوم الثامن) “إن صنعاء سوف تسعى للتحالف مع اي طرف يدعم بقاء القوى الشمالية في الجنوب وتضع يدها على منابع النفط والثروات في عدن وشبوة وحضرموت”. وطالب الكاتب الجنوبي، السعودية ان تكون لها استراتيجية واضحة مما يحصل من تحالفات سرية هدفها تقويض التحالف العربي المشروع العربي الأول الذي اعاد للأمة اعتبارها”.