الحكومة مشغولة بالمناكفات والشعب يلفظ انفاسه الأخيرة
المشهد الجنوبي الأول / متابعات
منذ تطبيق سياسة إلغاء الدعم 1997م والبلد يسير من سيئ إلى أسوأ، والشعب كل عام ومعيشته تتدهور والخدمات المأمولة من الحكومة أو الدولة كذلك تتراجع إلى الأسوأ، والمحصلة ازداد الأغنياء غنىً وثروة، وازدادت شريحة الفقراء فقراً حتى وصلت إلى 95 % من السكان.
ومما يثير الحزن والقلق حالياً وبعد ثلاث سنوات عاصفة وحرب وولوجها عامها الرابع أن الامل الذي عوّل عليه الشعب بعد أن قدم تضحيات جسام إلى جانب التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات العربية، قد تراجع ووصل الإحباط واليأس مبلغه، حيث تصور الناس في الجنوب «المناطق المحررة» أن التحالف ممثل بأغنى دولتين عربيتين، بل ومن أغنى دول العالم، سيقوم بتطوير البنى التحتية وتحسين الخدمات الكهربائية والصحية، بل وكذلك تحسين معيشة الشعب الذي أصبح تحت خط الفقر.. لم يحصل شيء مما توقعه الناس هنا.
والحكومة التي يقودها أحمد بن دغر- للأسف- إما سائحة وإما في حالة حضورها تهتم بالمناكفات والبحث عن مناسبات للقيام بالعمل الدعائي، وتركت واجبها كحكومة غير منتخبة وغير مصادق عليها من مجلس نيابي.
نقول، تركت واجبات رئيسية هامة في ظل الحرب التي لم تنتهِ بعد، وأهمها توفير لقمة العيش وحماية العملة «الريال» من التدهور، وتأمين حياة الناس ودفع رواتبهم بانتظام والإيفاء بالرواتب المتأخرة لبعض المؤسسات وفي مقدمتها العسكريون والأمنيون.. لمن يترك الناس الرئيس هادي والتحالف العربي؟ هناك جرائم ترتكب من خلال التقصير المتعمد، فترى النساء والرجال طوابير على أبواب البريد لأيام وأسابيع وهم في انتظار رواتب حقيرة، وفقدت قيمتها الشرائية.. فمن يتحمل هذا التآكل؟ ومن يتحمل جريمة تعذيب الناس بعد خدمات طويلة وجليلة خدموا فيها الوطن الذي ضاع، وأصبحت ثرواته نهباً بيد عصبة شريرة لا ترى إلا نفسها؟!، وأما الشعب الذي ترتزق الحكومة بسببه فهي تراه بمستوى الحشرات التي تستحق الفناء!!
هذه هي نظرة الحكومة الدونية للشعب وإلا لكنا وجدنا الحال مختلفا جداً، وكذلك التحالف ممثلاً بالمملكة العربية السعودية والامارات العربية، للأسف، لم نرَ منهما ما يُطمئن في تحسين أحوال الناس، ولو حتى بغرض حسن أو من ثروة البلد التي لا نعلم إلى أين تذهب ومن يجنيها!!
الشعب يعيش حالة انهيار معيشي وخدمي، وأعزي نفسي والأستاذ عبدان دُهيس والذي كتب عن إكراميات رمضان بلهجته اللحجية في «عدن الد» وغمز ولمز وأطنب لعل وعسى أن تقفز دول الخليج العربي كافة وتنتشي كرماً وتفعلها بانقاذ الشعب المطحون. مللت من الكتابة، فمنذ 2015م وأنا أصرخ في الصحف والمواقع وأحذر لعلهم يلتفتون ويصلحون أخطاءهم و تجاهلهم لحالة الناس.
رجاءً إذا معكم شيء فسلموه نقداً وعداً يدا بيد للناس، قلّ أو كثر، والناس ستشتري به احتياجاتهم، والغوا حفلات القطم أبو كيلو وأهانة الناس.
كل رمضان ونحن بلا حكومة أحسن، وعسى الباري أن يلطف بنا من عنده.. آمين ثم آمين!!
الأيام