هل يتمكن جواسيس “العميد طارق” من لف الجنوب والتحالف العربي بنعش الخيانة – تقرير خطير
المشهد الجنوبي الأول ــ خاص
لم تمر أسابيع قليلة من مشاركة العميد طارق عفاش في جبهات الساحل حتى أصبحت سيئاته أكثر من حسناته، وظرهه أكبر من نفعه، والضحايا بالمئات وخسارات متكررة تلاحق القوات الجنوبية والتهامية وقوات التحالف العربي، وفقدان مواقع أهمها حيس وأخرى في الوازعية والمخاء، وسط نشوة الحوثيين وإقدامهم على عمل إغارات لا تستطيع القيام بها دون خلايا نائمة في أوساط قوات التحالف والمقاومة الجنوبية والتهامية وقوات طارق عفاش.
مصادر عسكرية أكدت للمشهد الجنوبي الأول، أن نخبة القيادات في التحالف ينظرون للعميد طارق عبئ كبير بدلاً من أن يصبح إضافة نوعية يستفيد منها التحالف والقوات المقاومة للحوثيين.
المصادر أوضحت أن الجواسيس والخيانات المتكررة عاملان يهددان بزوال العميد “طارق صالح ” وقواته من الساحل الغربي نهائياً، وبدون إتخاذ قرارات حاسمة فإن خطورة كبيرة ستحيط بالقوات الجنوبية والتهامية وقوات التحالف تصل إلى فقدان كافة الإنجازات منذ بدء الحرب.
وأشارت المصادر العسكرية أن نتيجة تلك الأخطاء أصبحت قوات التحالف تراها أخطاء متعمدة ترتكبها القوات الشمالية في جبهات الساحل، لافتةً أن التحالف في الأساس لم يثق بالعميد طارق، إلا أنها أرادت الإستفادة من جملة أمور أهمها عدم ذهاب القوات التابعة له إلى صف الحوثي.
وأكدت المصادر أن أداء قوات العميد طارق لا يوحي بنيتهم التقدم أو كسب المعارك، مشيرةً أنهم يكتفون بإعطاء الوعود بالتقدم ورص الكلمات المنمقة للتحالف للحصول على الأموال والمعدات العسكرية المُرجح بيعها للحوثيين.
كانت إصابة قائد قوات اللواء الأول عمالقة “حمدي شكري” في حادث مروري بعد وصول طارق صالح وقواته بأيام إلى المخاء أول مؤشرات الخيانة وبداية تصفية القيادات الجنوبية التي كانت تعارض تسليم طارق قيادة جبهة الساحل الغربي, تلاها فرار قواته من ساحة القتال وبيع أسلحتهم وتقديم إحداثيات للحوثيين عن قوات العمالقة وتواجدهم.
وأكدت المصادر أن إغتيال قائد القوات التهامية “حسين دوبلة” شاركت فيه قوات طارق، وأكدها مرافق “دوبلة” بإتهامه الصريح للمدعو طارق بتنفيذ عملية الإغتيال، حيث كان دوبلة معارضاً لتسليم طارق وقواته مهام في الساحل الغربي المهددة بالتوقف فور وصول طارق صالح إليها رغم الحملة الإعلامية التي وصفها مراقبون بالإنتصارات الفيسبوكية لطارق.
أوامر التحالف
وجهت قوات التحالف بإعادة قوات طارق إلى الخلف وحشرهم في معسكر خالد بن الوليد بعد تجريبهم في هجوم سابق على مفرق البرح الذي يقبع تحت سيطرة الحوثيين، وفر جنوده ولم يتحلوا بالصبر والصمود متسببين في فقدان مواقع في المنطقة فضلاً عن أرواح بشرية قدرت بأكثر من 40 قتيلاً وأكثر من 60 جريح في نفس الهجوم بينهم أفراد من قوات العمالقة التي وُجِّهت بمساعدتهم.
وقالت مصادر في قوات العمالقة أن قيادات التحالف كلفت العمالقة بالهجوم على مفرق البرح والسيطرة على المدينة أيضاً إلا أن إصرار العميد طارق على مشاركة قواته أوقعهم في مجزرة لا سابق لها، فعند السيطرة على المفرق صباح الثلاثاء 8 مايو 2018م والتقدم نحو المدينة أصرَّت قوات طارق على تصوير المنطقة، إلا أن ذلك قوبل بالفرض من القوات الجنوبية وبعد ساعات قليلة وعند بداية الظلام هاجم الحوثيين قوات العمالقة وأحدثت مجزرة في صفوف القوات الجنوبية أسفرت عن مقتل وجرح 60 جندي وضابط بينهم القائم بأعمال حمدي شكري ”سميخ جراده أبو عائشه” والقيادي “منيف محمد علي” قائد الكتيبة الأولى في اللواء الثاني عمالقة حيث كانت أصابع الإتهام تتجه نحو طارق وقواته بالخيانة.
الجواسيس
تحدث شاب من أبناء يافع الملتحقين بصف قوات العميد طارق للمشهد الجنوبي الأول، أنه كان ضمن الجنود الذين تم نقلهم من ميناء البريقة إلى المخاء بداية الشهر المنصرم عن قصة وصوله إلى المخاء، وكيف أكتشفت قوات التحالف تسعة جنود يعملون لصالح قوات الحوثي، مدللاً ذلك بمواقف صادمة من قوات التحالف حيث قال: “عند وصولنا المخاء أدخلونا هنجراً كبيراً مدفوناً تحت الرمال بعناية، ولكنه مُكيّف ومُريح، فأجلسونا على أرضيته المصبوبة بإحكام وكأنها مخصصةٌ للسيارات الحديثة، وقامَ أحدُهم فينا خطيباً وقال: نحنُ نعرف أنَّ فيكم خَوَنة، ومُندسين كثير، لكن أنتوا تحتَ المُراقبة، وأي حركة يمين يسار؛ ستطير رؤوسكم.”
وأكمل المجند حديثه وقال: “خرجوا جميعاً، وجاءنا ثلاثة مسلحين، قد اسمرَّت بشرتهم، وتم أخذنا إلى هنجراً كبيراً؛ لكنه مختلفٌ جداً، فلا يمتلك نافذةً واحدة، وأرضيته رملٌ صحراوي أصفر، وأُغلقَ علينا البابُ، بلا خبرٍ ولا جواب”.
مضيفاً: “جنا علينا الليل، ولم يأتنا بجديد، كان البعضُ يصرخ من شدة العطش، وبدأ البعضُ يلعنَ اليومَ الذي قررَ فيه المجيء، أصبحَ الصُّبح وكلٌ منا قد التبسَ فوقَ وجهه رداءٌ من الغضبِ المكتوم، وأطلق الكثيرُ لألسنتهم الكلامَ الناقِدْ، وبدأ البعض يصرخُ بقوة وينادي بأعلى الصوت، فيما قام البعضُ بالطرقِ على الأبواب بكلتا يديه وعندَ الظهيرة جاء خمسةٌ من الجنود بينهم ثلاثة سودانيون وفتحوا الباب، وطلبوا منا الجلوس، ونادوا على واحد بيننا اكتشفنا أننا لا نعرفه، ولم يأتِ معنا في القارب، فأخذ يشير إلى واحدٍ هنا وآخر هُناك، وكلما أشارَ إلى أحدنا أسرعَ السودانيون بجذبه وعزله إلى الزاوية.. عرفنا فيما بعدَ أنَّ ذلكَ الفرد جاسوس دخل بيننا على حين غرة”.
واختتم حديثه قائلاً “استطاعو بتلك الطريقة إكتشاف تسعة عملاء وجواسيس للحوثيين حيث تم سحبهم وتعذيبهم بصورة وحشية وللعلم أن معظم الجنود الملتحقين بطارق يتضح ان لهم مآرب أخرى من المشاركة وليس هدفهم قتال الحوثيين بل تقريباً خدمتهم هي الغاية من تواجدهم “.
وتلقت قوات طارق صالح الخميس 10 مايو 2018م بلاغاً من قيادة اللواء العمالقة الثاني مفاده الإنسحاب الفوري من معسكر خالد بن الوليد ومغادرته دون أي شروط حيث أكدت مصادر في قوات العمالقة أن السبب يعود بعد أن اكتشفت قيادة لواء العمالقة الثاني أحد أفراد طارق مختبئ في أحدى عبارات السيول ويحمل جهاز لاسلكي مرتبط بالحوثيين.
هناك الكثير من الحقائق التي رفضت مصادرنا نشرها لخطورتها في الوقت الحالي، وحتى تتمكن قيادة التحالف من الوصول إلى كامل الخلية، وربما القرار الذي لم يعلن بعد هو تمكين طارق صالح معسكر خالد وإحاطتهم بقوات حتى لا تشارك بأي معركة وفي حال تم الإحتياج لأفراد سيتم الإستعانة بهم كجنود وليست قوة تمارس كامل المهام حتى لا تقوم بمهام تجسسيه لمصلحة الحوثيين، نظراً لعدد الكبير من الجواسيس في أوساطهم.
حزب الإصلاح فهم الدرس والخطر على الجنوبيين إذا لم يتحركوا
فهم حزب الإصلاح الدرس جيداً بالسيطرة الكاملة على مدينة تعز ورفض أي قوات خارج قواتهم، حتى إذا لا تصبح تعز لقمة سائغة للعميد طارق، لكن الوضع لدى الجنوبيين كان مختلفاً تماماً، فلم يكتفي الجنوبيين بقبول طارق صالح في مربعاتهم العسكرية فقط بل سمحوا له ان يكون قائداً عليهم، وهو الامر الخطير الذي يجب تداركه.
قيادي جنوبي صرح للمشهد الجنوبي الأول، أن القوات الجنوبية لا تثق بطارق صالح، وتم إستغلالهم في معارك أراد طارق إثبات الولاء فيها للتحالف العربي دون أن يدفع بقواته وبالمقربين منه في المعارك، لافتاً أن ذلك جعل الجنوبيين عرضة للإستغلال البشع من العميد طارق.
ويرى الشارع الجنوبي أن شراكة بعض الشباب الجنوبي مع طارق صالح خيانة لدماء الشهداء الذين سفكت دمائهم يوماً ما على يد عم طارق وحزب الإصلاح.
ومع بروز الخيانات للسطح زادت مخاوف الشارع الجنوبي الرافض لهذه الحماقة التي جلبها التحالف لنفسه، وأصبح خطراً يهدد حياتهم بل يهدد القيادات الجنوبية الأخرى، وقد يمتد الخطر إلى الجنوب مستقبلاً، كما كان حزب الإصلاح يخطط لذلك، بعدما إنكشف مؤخراً أن الخيانات التي تعرض الجنوبيين لها في جبهات الساحل تسببت لاحقاً في إضعاف الجنوب وتصفية أبناءهم لإتاحة الساحة الجنوبية لهم لتمرير فسادهم وإعادة إحتلال الجنوب مرة أخرى، حيث كانت أحداث 28 يناير خير شاهد.
فهل يفعلها العميد طارق لمصلحة تصفية القضية الجنوبية كون عمّه شريك الوحدة ويريد أن يتمسك بها ولا سبيل له لتحقيق ذلك قبل تصفية القوات الجنوبية، وقد حاولت الإمارات العربية المتحدة إرضائه في الجنوب برفع الأعلام الشمالية وفتح المعسكرات له، في حين آلاف المجندين الجنوبيين يعانون من سوء أوضاعهم المعيشية بدلاً من مكافئتهم والحفاظ عليهم نظراً لإخلاصهم أمام قوات أقل ما يقال عنها انها قوات جائت “لتترزق”.
وهذا ما يعد بحد ذاته تحدي كبير للجنوبيين والتحالف العربي، فإما الحفاظ على الأفراد المخلصين لأكثر من ثلاثة أعوام، وإما الركض وراء سراب إتضح انه سيكلف الكثير، وقد يتمكن من لف الجنوب والتحالف العربي والمقاومة التهامية بنعش الخيانة، ذلك ما لا يتمناه أي جنوبي.