مقتل القيادات الجنوبية بالساحل الغربي: تصفية المعارضين لطارق صالح؟
المشهد الجنوبي الأول / العربي
تحوّلت جبهات الساحل الغربي إلى ساحة تصفيات جديدة لعدد من قيادات «المقاومة الجنوبية»، من الصف الأول والثاني والثالث. فمنذ الثاني من مايو الجاري وحتى التاسع من الشهر نفسه قتل وأصيب أكثر من 30 قيادياً في «المقاومة الجنوبية»، بينما تجاوز عدد القتلى والجرحى في صفوف العناصر أكثر من 70.
تصاعد مقتل قيادات جنوبية موالية للإمارات، وتحديداً من قيادات ألوية «العمالقة» التي تنحدر معظمها من منطقتي الصبيحة ومديرية يافع في محافظة لحج الجنوبية، أثار عدة تساؤلات حول سبب سقوط هذا الكم الكبير من القيادات خلال الأسابيع القليلة الماضية.
أزمة ثقة
وفي ظل أزمة الثقة بين القوات الجنوبية وقوات طارق صالح، تصاعدت الشكوك الجنوبية حول علاقة قوات طارق صالح بتقديم معلومات استخبارية عن تحرك القوات الجنوبية لـ«أنصار الله»، خصوصاً وأن قوات طارق لم تشارك الثلاثاء في معركة البرح، وهو ما أكدة بيان صادرعن قيادة اللواءين الثاني والسادس «عمالقة»، في بيان حصل «العربي» على نسخه منه ، فجر الأربعاء، والذي نفى أي مشاركة فاعلة لقوات طارق صالح في مواجهات الثلاثاء.
واتهم البيان عدد من الإعلاميين الموالين لطارق صالح، بـ«سرقة تضحيات القوات الجنوبية ومنحها لقيادات وجنود تتمترس خلف التباب الخلفية للمواجهات»، وتوعّد بمحاكمة الإعلاميين المرافقين لقوات طارق صالح، لـ«مصادرتهم انتصارات المقاومة الجنوبية في البرح».
وما ضاعف سخط ألوية «المقاومة الجنوبية»، تغطية قناة «سكاي نيوز» لمعركة الساحل الغربي، وإصرارها على تغييب التضحيات الجنوبية، وإبراز دور طارق صالح وقواته في المعركة.
المعركة جنوبية
مصادر جنوبية مؤيدة لـ«التحالف»، وللإمارات تحديداً، لا تخفي شكوكها من أن «الأمر مدبّر»، خصوصاً مع سقوط عدد كبير من قيادات الجنوب في معركة معسكر خالد ومفرق المخا ومعركة البرح، التي جرت الثلاثاء بقيادة القائد العام لجبهة الساحل الغربي عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي، الذي ينحدر من قبيلة يافع الجنوبية، وبمشاركة اللواءين الثاني والسادس «عمالقة»، و«كتائب الحمدي» التابعة للقيادي الجنوبي حمدي شكري.
فاتورة الخيانة
إلا أن معركة البرح التي شارك فيها طيران «التحالف» بنوعيه «الأباتشي» والحربي بكثافة، تكبدت فيها القوات الجنوبية خسائر بشرية كبيرة وفادحة. فقد قتل العشرات من القوات الجنوبية بصاروخ حراري موجّه استهدف تجمعاً عسكرياً لقوات «كتائب الحمدي» في مديرية مقبنة صباح الثلاثاء، أثناء مشاركتها في معركة البرح. ووفق مصدر في «المقاومة الجنوبية» في المخا، فقد وصف الهجوم الصاروخي الذي نفذ من قبل قوات موالية لـ«أنصار الله» بـ«الغادر والناتج عن خيانه واضحة».
وكشف المصدر أن «تجمع القوات المستهدفة كان في مكان مستور، حيث كانت تنتظر التوجيهات لأخذ مواقعها في الهجوم، فتعرضت للهجوم بناء على معلومات استخبارية حددت مكان التجمع وأعداد القوات المتواجدة فيه»، مؤكداً سقوط قرابة 40 قتيل وجريح من القوات الجنوبية في الهجوم الصاروخي.
ولفت المصدر إلى إصابة القيادي في المقاومة الجنوبية سميح جرادة المكنى بـ«أبو عائشة» وهو قائم بأعمال القيادي الجنوبي حمدي شكري الصبيحي، قائد اللواء الثاني «عمالقة»، الذي تعرّض لحادث سير مدبّر منتصف أبريل الماضي، في طريق طور الباحة أثناء عودته إلى عدن، ونقل للإمارات لتلقي العلاج، بالإضافة إلى مقتل القيادي الجنوبي منيف محمد علي، قائد ما يسمى «الكتيبة الأولى» في اللواء الثاني «عمالقة» في العملية .
إلا أن القوات الجنوبية تعرضت مساء الثلاثاء لكمين آخر أسقط العشرات من القتلى والجرحى. ووفقاً لمصادر في الساحل الغربي، فقد تعرضت القوات الجنوبية في مدينة البرج لكمين محكم، أدى إلى مقتل وإصابة 36 عنصراً جنوبياَ، وذلك «خلال انفجار ثلاث سيارات محملة بالأسلحة تعمّدت قوات صنعاء تركها بعد تفخيخها في الأطراف الغربية لمدينة البرح، وأثناء تجّمع عشرات العناصر من منتسبي اللواء الثاني عمالقة حولها انفجرت مخلّفة عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم».
وحسب المصادر، فقد «تقدمت قوات جنوبية أخرى بعد الانفجار للتعزيز، غير أنها تعرّضت لقصف مكثف بقذائف الكونريت من قبل قوات أنصار الله، لتتسبب في مقتل قرابة 10 عناصر من التعزيزات، وهو ما أجبرها على الانسحاب إلى من مدينة البرح».
خسائر
إحصائية صادرة عن مركز «الإعلام الحربي» في صنعاء أكدت مقتل أكثر من 30 قيادياً جنوبياً من القوات الجنوبية الموالية للإمارات في الساحل الغربي، وإصابة آخرين خلال الأسبوع الأول من مايو.
ووفقا للإحصائية، فقد قتل العقيد أحمد العنقي، قائد كتيبة الأولى في اللواء الثاني «عمالقة» الموالي للإمارات، والعقيد عمقي الحبهي، قائد «كتيبة الموت» السلفية المتطرفة، إحدى كتائب اللواء الثاني «عمالقة»، والقيادي حسام حسين قايد الزبيدي، كما أصيب عبد الفتاح الأربد، وهو قائد سرية في اللواء الثاني «عمالقة».
وفي الخامس من مايو الجاري قتل القيادي الجنوبي ياسر أحمد صالح الداودي، قائد الكتيبه الثالثه بلواء «العمالقة»، وكذلك القيادي صلاح صالح محمد شوبة الداودي.
إختراق مفترض
مصدر مقرّب من «أنصار الله»، أكد أن «قوات طارق صالح خدمت الجيش واللجان الشعبية التابعة لحكومة الإنقاذ بصنعاء، أكثر مما أضرّت بهم»، وألمح إلى تمكن «أنصار الله» من «اختراق الموالية لقوات طارق، عبر عشرات العناصر، ما مكّنها من الحصول على معلومات استخبارية دقيقة، تمكن من خلالها الجيش واللجان الشعبية من استهداف عشرات القيادات العسكرية الجنوبية المتطرفة»، في إشارة إلى القيادات السلفية العقائدية الموالية للإمارات والمشاركة في معركة الساحل .
ولفت المصدر إلى أن قوات طارق «لم يقتل منها أي قيادي شمالي حتى الآن»، مشيراً إلى أن القيادي الوحيد الذي قتل من قوات طارق صالح هو العقيد خالد قماطة «أبو مهند» وهو من أبناء شبوة.
وقال المصدر إن «الأيام القادمة سوف تثبت لأبناء الجنوب أنهم مجرّد ضحايا في معارك الشمال»، متوقعاً أن «تستمر تصفية القيادات الجنوبية من الصف الأول والثاني والثالث، وخصوصاً القيادات الرافضة لقيادة طارق صالح لمعركة الساحل الغربي».