دفن قضية الجنوب لن ينجح ..
المشهد الجنوبي الأول /
لا يبدو المشهد في الجنوب العربي واليمن مطمئنا بعد الجولات المكوكية للمبعوث الدولي الى اليمن مارتن جريفيث لان الاطراف اليمنية وبعض الزعامات الجنوبية لايتحدثون عن الأوجاع الحقيقية في الجنوب العربي وفي اليمن معا وانما يتحدثون عن اوجاعهم ومصالحهم واطماعهم ويطرحون وصفات علاجية خاطئة ..
ومن هنا تكمن مخاطر ضياع الوقت وديمومة الاحتراب والازمات والاطراف اليمنية التي تتوزع ادوار وتتبادلها بمهارة مع مرور الوقت تكشفت للجميع وفقدت رونقها وأصبح هدفها دفن قضية الجنوب العربي في صراع السلطة في الجمهورية العربية اليمنية الذي دخل فيه بعض الجنوبيين الذي اختارتهم اطراف صراع 2011 كطرف محايد لفترة محددة وذلك هو جزء من المطلوب في عملية تبادل الادوار للحيلولة دون تمكن شعب الجنوب من حصوله على استحقاق نضاله منذ عام 1994م وتصديه للمشروع التمزيقي لدول وشعوب الجزيرة والخليح والقرن الافريقي عام 2015م المتمثل بقيام دولته المستقلة دولة الجنوب العربي الفيدرالية بعد ان انقلبت كل تلك الاطراف المختلفة اليوم شكليا على السلطة والنفوذ والثروة بسبب انتقالها مع عوائدها من جيل الشيوخ طاعني السن الى جيل الشباب من ابنائهم وبدون شك الاطراف في العربية اليمنية سيحاورون ويناورون حول الدولة الاتحادية باقليمين او عدة اقاليم ولكن لن يسمحوا حتى بقيام دولة مركزية مدنية حديثة بمؤسسات حكم تخضع للدستور والقانون.. لان الجنوب هو من يمدهم بزخم اللعبة في قواعد الاشتباك ويجلب لهم الأموال من مختلف القوى الاقليمية التي تشاركهم نفس اطماعهم التوسعية قي المنطقة والحاق الاضرار بدولها وشعوبها وفق الاجندة الخفية المناط بهم القيام بها لزعزعة امن واستقرار جوارهم في الجنوب العربي وفي المنطقة وعودة بن دغر الليلة بعد ثلاثة شهور من احداث 26/30 يناير الماضي مع اقتراب انعقاد قمة عربية في الظهران بالسعودية 15 ابريل الجاري ومع اشتعال ازمة دولية حادة في سوريا وتصريحات منسوبه له تشير الى الرغبة في الاستمرارية في تعطيل المعطل وان الازمات تتكرر ووتوالد ولاتجد منافذ للحلول وتلك العودة تشبه عودة الرفيق عبدالفتاح اسماعيل عام 1985م من منفاه في موسكو مع بعض الرتوش
ولاغرو فالازمات في الجنوب واليمن تتشابه ولايظهر الاختلاف بينها غير في اسماء الادوات.. واليوم عدن اصبحت مسرحا لتفاعلات متعددة واجتماعات ولقاءات لاحزاب امميه وقومية ومكونات مفرخة وتيارات اخرى تحمل مشاريع معدة تهدف الى خلط في اوراق اللعبة وارباك المشهد السياسي فياترى الى اين تسير السفينة؟ وماذا مخبيه الاقدار للشعب في الجنوب الذي انهكه الظلم والعبث واغتصاب حقه في الاختيار على مدى خمسين سنة ونيف..؟!!
الباحث /علي محمد السليماني
12 ابريل 2018