نائب قائد كتائب الشهيد الخويل بالضالع بن عسكر: نحن بحاجه إلى بناء وتثبيت المؤسسات ولسنا بحاجة للشعارات واللعب على العواطف
المشهد الجنوبي الأول/ متابعات
القائد رياض بن عسكر نائب قائد كتائب الشهيد علي الخويل من أبرز القيادات الشابة في المقاومة الجنوبية التي التحقت بصفوف المقاومة الجنوبية منذ بدايات تأسيس الكتائب المقاومة الجنوبية في الضالع عند بداية الثورة الجنوبية في العام 2007.. ولد وتربى في أسرة فلاحية فقيرة في قرية حمادة بمديرية الأزارق محافظة الضالع وهناك تلقى تعليمه الأساسي والثانوي.
حصل القائد “رياض بن عسكر”على درجة البكالوريوس في “تخصص معلم مادة الرياضيات” من كلية التربية بجامعة عدن في 2016.
رافق القائد رياض بن عسكر من القائد المؤسس في المقاومة الجنوبية الشهيد (علي الخويل) منذ خروجه من السجون في العام 2002 .. منذ طفولته حيث كان يعتمد عليه القائد علي الخويل في تنظيم وتدريب التشكيلات السرية في المقاومة الجنوبية في الضالع, ولما رأى فيه الخويل من تميز في شخصيته من حنكه وذكاء من الصفات الكريزماتية فقد اختاره القائد الخويل في تأسيس وبناء معسكر تدريبي لتدريب سرايا المقاومة الجنوبية في منطقة أجوة بمديرية الأزارق بالضالع.
في العام 2009 شارك القائد في تنظيم المظاهرات الطلابية والاعتصامات الجماهيرية الجنوبية في العاصمة عدن, في السنوات الأولى لانطلاقة الحراك الجنوبي وتعرض للاعتقال من قبل قوات الأمن لأكثر من مرة.
وأثناء الغزو الحوثعفاشي للجنوب كان القيادي رياض بن عسكر ضمن قوام المقاومة الجنوبية بقيادة الشهيد علي الخويل) في (موقع العرشي) في مدينة الضالع وهو الموقع الذي فشلت المليشيات الحوثية إسقاطه .. وبعد تحرير مدينة انتقل القيادي رياض على رأس قوة من المقاومة إلى جبهة المسيمير.. شارك مع رفاقه وبمعية قوة كبيرة إلى منطقة النخيلة وقاموا بقيادة القائد مازن عبيد صالح باقتحام (معسكر لبوزة) وتمكنوا من السيطرة عليه وأسر عددا كبيرا من عناصر المليشيات الحوثية.. ولمزيد من التفاصيل إليكم الحوار التالي:
………………………………………………
* ما هو تقييمكم للوضع القائم في الجنوب .. وكيف تقيمون الإنجازات التي حققتها المقاومة الجنوبية منذ اندلاع الحرب وإلى اليوم .. وكيف تنظرون لمستقبل الجنوب وقضيته في ظل تعقيدات المشهد السياسي القائم والتحديات التي تواجه شعب الجنوب اليوم ?!
– الحقيقة أن المقاومة الجنوبية استطاعت أن تطهر أرض الجنوب من وجود المليشيات الحوثية الإيرانية والعفاشية، وذلك بفضل دعم وإسناد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ولولا هذا الموقف العربي الأصيل من الأشقاء العرب لما وصلنا إلى تحقيق كل الانتصارات والبطولات على أرض الجنوب.
وبهذا التلاحم الوثيق والتنسيق النوعي في الحرب بين المقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي استطعنا تحقيق كل نمرغ أنف الغزاة “الحوعفاشيين” في التراب, ونحن لازلنا إلى اليوم نؤكد تمسكنا بالشراكة والتنسيق المستمر مع الأشقاء في التحالف العربي حتى تحقيق كامل أهداف عاصفة الحزم وأولها القضاء على المليشيات الحوثية الإيرانية الإنقلابية وإنهاء الانقلاب”.
* البعض يسأل على مستقبل القضية الجنوبية على مستقبل شعب الجنوب في ظل كل هذه المتغيرات القائمة اليوم ويريد أن يتحقق هدف استقلال الجنوب .. هل ترون مسار القضية الجنوبية يمشي بالشكل الصحيح وما هو تقييمكم لمستقبل القضية الجنوبية.. وهل تعتقدون أن الجنوب يستطيع أن ينال استقلاله في الراهن?!
– من لاشك فيه أن الجنوب سينال حريته واستقلاله ويستعيد دولته كاملة السيادة غير منقوصة, وهذا هو مستقبل أجمع عليه كل شعب الجنوب”, وهذا شي مفرغ منه ولا نقاش حوله, ولكن الأوضاع اليوم تحتاج منا تكاتف من كل القوى الوطنية الجنوبية لتحقيق هذا الهدف وتكامل مجتمعي وتنسيق وطني عال ووعي ونضج شعبي اليوم,للعمل على بناء مؤسسات الدولة الجنوبية.
فنحن اليوم بأمس الحاجة لتثبيت مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية وتنفيذ برنامج وطني للبناء المؤسسي ولسنا بحاجة الشعارات واللعب على عواطف الناس البسطاء, فالمرحلة اليوم فيها تعقيدات وتداخلات كثيرة لا تزال الحرب ضد القوى الإنقلابية مستمرة وقائمة, ونحن بحاجة إلى تحقيق ودعم دولي وهذا من نفتقده اليوم, ولذلك علينا أن نعمل بجد مع الأشقاء التحالف العربي لخلق مزيد الدعم العربي لقضيتنا, فنحن جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي في مواجهة الأخطار القائمة ومن بينها الخطر الإيراني المجوسي في المنطقة .
* كيف تنظرون أنتم في كتائب (الشهيد الخويل), بصفتكم موقفكم للشرعية وما هو تقييمكم لأداء الحكومة اليمنية في المحافظات الجنوبية?!
– نحن موقفنا في المقاومة الجنوبية هو موقف كل فصائل المقاومة الجنوبية وهو موقف كل القوى الوطنية المخلصة, فنحن نقف مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونحن نقف خلف شرعية الرئيس هادي التي من خلالها استطعنا واستطاع الجنوب أن ينال حريته، وأن ويحصل على كل هذا الدعم العربي اليوم, فالرئيس هادي استطاع أن يفكك مراكز كل قوى الفيد والفساد في صنعاء، واستطاع أن يفكك مشروعها الطامع لإعادة احتلال الجنوب, فوقوفنا خلف الرئيس هادي وخلف شرعيته لكونه شخصية جنوبية ونحن بحاجة إلى دعم وتنسيق المواقف بين الرئيس وكل قادة المقاومة الجنوبية لتثبيت مؤسسات الدولة وتحقيق كل أهداف التحالف العربي, ونتمنى من الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يتفهم الظروف الصعب التي تمر بها كتائب الشهيد الخويل من جراء التهميش والإقصاء الذي تعرضت له من بعد الحرب وإلى اليوم فكتائب الخويل قدمت العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى في كل الجبهات والى اليوم لم يتم ترتيب ظروف أسر الشهداء وكذلك استكمال علاج الجرحى, وكما أننا إلى اليوم لم نتلق مستحقاتنا من الشرعية من ترقيات ورتب عسكرية أسوةً بباقي فصائل المقاومة الجنوبية برغم لدينا العشرات من العسكريين من القيادات في الكتائب ولم نتلقى أي دعم لتفعيلنا في العمل والبناء المؤسسي للدولة فنحن الوحيدون الذين تعرضنا للتهميش والإقصاء ولم تعتر تضحياتنا وجهودنا بتقدير من قبل الحكومة أو السلطات العسكرية المحلية أو من قبل الأشقاء في التحالف رغم أننا متواصلين واقفين إلى جانب التحالف العربي في كل الجبهات وأرسلنا سريتين إلى المخا,وسرية إلى “جبهة كرش”,والى يومنا هذا قدمنا شهيدين خلال هذا الأسبوع من الكتائب في جبهة كرش وهم الشهيد (مازن سيف الأزرقي) والشهيد (عبدالحميد أحمد قاسم) أثناء تصديهم لمحاولات المليشيات الحوثعفاشية التقدم, وكذلك تقديمنا عشرات من الشهداء في الجبهات الشمالية وقبل يومين استلمنا جثتين لاثنين من الكتائب سقطوا في جبهة صعدة.
* وما هو موقفكم من المجلس الانتقالي وتقفون خلف أهدافه المعلنة ؟
– من لاشك فيه أننا نؤيد أهداف المجلس الانتقالي التي تتعلق بمستقبل قضيتنا ومستقبل الجنوب وحقه في نيل حريته واستقلاله وتقرير مصيره, ولكننا اليوم في الجنوب بأمس الحاجة إلى تحقيق اصطفاف وطني جنوبي وبحاجة إلى خلق مشروع وطني حقيقي يقوم على فتح الأفق السياسي لتحقيق شراكة وطنية لبناء القيادة السياسية كما علينا أن نعيد التفكير في تثبيت مؤسسات الدولة والقضاء على الانقلاب الحوثي وتطهير كل المحافظات اليمنية من مشروعه الإيراني الكهنوتي السلالي المتخلف ,وهذا هو الهدف الحقيقي الذي علينا أن نصطف حوله في الجنوب, ومن لاشك فيه أن قضية الجنوب تتعرض اليوم لمؤامرة من قبل كثيرة من قوى وعصابة حرب 94 تلك القوى التي تنظر للجنوب كأرض للفيد والغنيمة ولا تريده أن يكون شريكا حقيقيا في العملية السياسية ولا تريده إلا أن يبقى أسيرا وتابعا لزعمائهم وقاداتهم, ولكن بتضافر وتلاحم الجنوبيين ووعيهم سيفوتون الفرصة على تلك العصابات وسيحبطون مخططاتها الفاشلة.
* وهل أنتم مؤيدون للخطوات التي دعا لها المجلس الانتقالي الجنوبي المطالبة بإسقاط الحكومة ومحاسبتها?!
– نحن دائما نقف خلف المطالبة بالحقوق المشروعة بطريقة سلمية وكنا لازلنا ننبذ العنف بكل أشكاله وكان موقفنا هو احترام مطالب المجلس الانتقالي واعتبرناها مطالب مشروعه ولكن في نفس الوقت أكدنا على ضرورة أن تكون بطريقة سلمية وبعيدا عن استخدام العنف وأكدنا على تحييد مؤسسات الدولة وضرورة احترام النظام والقانون, وطالب كل الأطراف بضرورة احترام الشرعية والحفاظ على الأمن والاستقرار في العاصمة عدن وأكدنا أن هناك سلبيات وإخفاقات وجوانب فشل في أداء الحكومة يمكن تجاوزها بالحوار السياسي الواضح والشفاف بعيدا عن الشعارات والشحن والتعبئة وطالبنا بضرورة الحفاظ على مشروع التصالح والتسامح كأكبر مشروع أنجزه الجنوبيون منذ ثلاثين عاما.
* القيادي في المقاومة “رياض بن عسكر” كيف تنظرون إلى الجهود المبذولة من قبل التحالف العربي في مكافحة الإرهاب في الجنوب ?!
– نحن نشكر التحالف العربي وفي مقدمته دولة الإمارات العربية المتحدة على جهودها المتميزة والفاعلة وعلى دعمها للمقاومة الجنوبية في حربها ضد قوى الإرهاب ومكافحة التنظيمات الإرهابية وتطهير كل أرض الجنوب من تلك العصابات الإجرامية والقضاء عليها في أوكارها ونقف بكل احترام وتقدير وشكر لتلك الجهود الجبارة والناجحة التي قدمتها المقاومة الجنوبية وقيادة أمن عدن وقوات الحزام الأمني وكذلك قوات النخبة في حضرموت وشبوة بدعم وإسناد من التحالف العربي ,ونعتبرها تأكيد على أن الجنوب لن يكون ملاذا حاضنا للإرهاب بل سيكون شريكا للمجتمع العربي والدولي في القضاء على تلك الجماعات الإرهابية, وسيقف الجنوب أمام كل القوى الإرهابية و القوى الطامعة في ثرواته وسيتصدى لها بكل حزم وعزم, ونحن في (كتائب الشهيد علي الخويل), أرسلنا سرية متكاملة إلى حضرموت لدعم وإسناد إخواننا في قوات النخبة الحضرمية,في سبيل تحقيق تطهير ما تبقى من أوكار وبؤر التي تختبئ فيها تلك فلول الجماعات الإرهابية هناك.
* أخيرا.. وفي ختام هذا اللقاء ما هي الكلمة التي تودون توجيها لشعب الجنوب?!
– نقول لشعب الجنوب علينا بالصمود والتحدي في مواجهة كل الأخطار والمؤامرات ومواجهة كل القوى التي تريد جرنا إلى مربع الصراعات والفوضى ونقول لهم أن المرحلة تحتاج إلى تلاحم جنوبي أكثر وعيا وأكثر نضوجا لمواجهة القوى المتآمرة على قضية الجنوب,وتحتاج إلى عقول لديها فكر يصنع مشروعا وطنياً جامعاً يحقق أهداف مشروع التصالح والتسامح ويحقق له مستقبل مستقر ومزدهر وآمن بإذن الله تعالى .
المصدر: عدن الغد