دخول أقطاب متوحشة في صراعات الجنوب تزيد مخاوف الجنوبيين من إستمرار التناحر إلى ما لا نهاية”تقرير”
المشهد الجنوبي الأول/ خاص
بإستمرار تتركز العمليات الإرهابية على أبناء الجنوب وبين اليوم والآخر يسقط ضحايا للإرهاب المصنّع خصيصاً لقتل الجنوبيين ونشر الفوضى وزعزعة الأمن والإستقرار في المحافظات الجنوبية التي يسعى أبناءها جاهدين لتحقيق استقرارها لكن دون جدوى بعد غربلتهم بمحاربة الحوثيين ونقلهم إلى جبهات الشمال عن طريق قيادات لهم أصبحو في عشية وضحاها داخل شراك السعودية والإمارات.
وعلى غرار القتل والتدمير الذي يحدث بالجنوبيين بأيادي إرهابية إلا أن حكومة البلاد بقيادة أحمد عبيد بن دغر لا تزال عاجزة عن توفير القليل من الأمان للمحافظات الجنوبية المسيطرة عليها بل تثبت الأيام تواطؤها مع الإرهابيين لتنفيذ عملياتهم الإرهابية كما كشف عن ذلك أحد وزراء الحكومة.
وأثبت وزير الدولة في الحكومة “صلاح الصيادي” أن الحكومة تصلها معلومات عن العمليات الإرهابية في الجنوب قبل حدوثها بأيام وتلتزم الصمت عنها دون تحريك الأجهزة الأمنية للتصدي لها حتى يتم تنفيذها رغم معرفتها بالمخطط التفصيلي للعملية مايؤكد عملها على تسهيل تلك العمليات التي تديرها المخابرات الأمريكية لإرباك الأوضاع وزعزتها ودعمها للفوضى في المنطقة.
ويؤكد الصيادي المقرب من رئيس حكومة “أحمد عبيد بن دغر” أن عمليات إرهابية حدثت في عدن وكشف عنها أحمد عبيد بن دغر لوزراء حكومته قبل حدوثها بيوم واحد لكن لم تتخذ الإحتياطات الأمنية جراء ذلك لحماية المواطنيين ونجحت العمليات مستهدفة مطار عدن آنذاك وأماكن أخرى في المدينة.
يقول الوزير الصيادي مادحاً رئيس الحكومة ومتجاهلاً دماء أبناء الشعب الذين تسبب الصمت بقتلهم “أتذكر حينما نزلنا اول مرة عــدن في رمضان قبل الماضي وكنت حينها مستشاراً للحكومة عندما أبرقت لنا المخابرات الامريكية ببرقية عاجلة مفادها ( ان علينا مغادرة المعاشيق وعدن فوراً ) تجنباً لعملية الضفادع البشرية التي سيقوم بها تنظيم القاعدة ” حيث نفذت تلك العمليات بنجاح ولم يوجه رئيس الوزراء بالتصدي لها.
وأكدت المعلومات التي أوردها الوزير الصيادي على صفحته بالفيسبوك أن تصفية الحسابات بين الأطراف المتصارعة في المحافظات الجنوبية هي سبب الإرهاب وسفك دماء الجنوبيين وإحداث الفوضى وعدم الاستقرار في تلك المحافظات أحد الأهداف التي تعمل الأيادي الخارجية الطامعة في ثروات الجنوب تحقيقها بهذه المحافظات.
وكشفت العمليات الإرهابية التي حدثت بعد تأريخ 28يناير صحة المعلومات حول تسبب الصراع بين المجلس الإنتقالي الجنوبي وحكومة بن دغر في زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية واستخدام العناصر الإرهابية للمواجهات المباشرة ومحاولة كل منهم احداث خسائر بالآخر حيث استهدفت عمليات ارهابية مشائخ في حزب الإصلاح المحسوب على الحكومة وقتل مواطنين بينما رد الآخر باستهداف مبنى قوات مكافحة الإرهاب مسفراً عن قتل وجرح 55 شخصاً جنود ومدنيين بينهم اطفال ونساء.
ونسب سياسيون الصراع القائم بين الطرفين في عدن الى الخلاف القائم بين الدولتيين الداعمتين للطرفين “الإمارات والسعودية” حيث يعرف كلتا الدولتين دعمهم للإرهاب والإرهابيين ليس في اليمن فحسب بل في دول عربية واسلامية لتحقيق مصالح لهما.
وللعودة الى عام 2015م وعام 2016م حيث كانت العمليات االإرهابية تحدث بين الساعة والأخرى يرى المتابع للأحداث ان تلك العمليات جاءت بعد صراع السعودية والامارات على تولي مقاليد زمام محافظة عدن حيث استطاعت الإمارات الإنقلاب على محافظ عدن “نايف البكري” المنسوب لحزب الإصلاح والموالي للسعودية واستبداله بالمحافظ”جعفر محمد سعد” المحسوب على الإمارات ومالبثت الجماعات الإرهابية حتى تم اغتالته في 6ديسمبر 2015م بعملية ارهابية تبنى تنظيم داعش الإرهابية تنفيذها.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً لها حول الظروف الإنسانية في اليمن، متطرقة في التقرير الى تسبب الإرهاب في اليمن بتفاقم المعاناة ومؤكدة أن الحرب الأهلية التي تدعمها السعودية والإمارات المثيرة للإنقسام والعنف سمحت بعودة الجماعات المسلحة مثل القاعدة وداعش في شبه الجزيرة العربية، وخاصة منذ الفراغ الأمني والحكومي بعد تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في عام 2015م.
وعددت الصحيفة العوامل التي توفر المناخ لنمو هذه الجماعات المتشددة، منها: تطلعات الجنوبيين للانفصال، ومدى قدرة التحالف على السيطرة على وكلائه على الأرض، والتحولات الحاصلة في مراكز القوى ضمن الحكومة المعترف بها دولياً.الإنسانية قائلة: “ذكرت الأمم المتحدة أن اليمن أصبح أسوأ أزمة انسانية في العالم”.
وأكدت مجلة”إيكونوميست” التي تُحرر في لندن أن دعم السعودية والامارات للحكومة الشرعية من جهة والإنفصاليين “المجلس الإنتقالي الجنوبي”من جهة أخرى يعني محاولتهم تفكيك اللحمة الوطنية وغرس الكراهية بين الطرفين لتسهيل حصول الدولتين على مطامعهما في اليمن حيث قالت في تقرير لها “وفي الوقت نفسه، يتزايد التوتر بين وكلاء السعودية والإمارات . ففي حين تسعى المملكة العربية السعودية لإعادة بناء الجيش القديم في الشمال تحت قيادة «محسن الأحمر»، تقوم الإمارات العربية المتحدة بتدريب المقاتلين في الجنوب، وكثير منهم من الانفصاليين الذين يرغبون في إعادة تأسيس دولة جنوب اليمن، التي اندمجت مع الشمال الأكثر سكانا في عام 1990. ومع سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن الشهر الماضي، يعتقد البعض أن هذه الخطوة كانت بموافقة السعودية، وهي جزء من استراتيجية تقسيم الحكم بين الدولتين الخليجيتين”.
ماهو مؤكد الآن أن لعبة الإرهاب القذرة والتي ما كادت هدأت لفترة حتى عادت مجدداً لتقويض صلاحيات طرف على حساب آخر، وما يثير القلق أكثر تواجد حزب الإصلاح أحد أفرع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين المدعوم من قطر وتركيا، وما للأخيرتان من مواقف سلبية تجاه التحالف العربي، ومواقف معلنة من الإمارات على وجه الخصوص، الأمر يزيد من أطراف الصراع وإرتباطها بالخارج.
لكن يبقى السؤال الأهم لماذا يكون أبناء الجنوب هم الضحية، ألأنهم أصحاب الأرض وعلى أرضهم يجري التقاتل بين الآخرين للظفر بثرواته الواعدة، أم لسوء الإدارة والتخطيط والتقدير الجيد من النخب الجنوبية التي تشارك في حروب الشمال وتتجاهل الحرب الأهم “تأمين الجنوب وأبنائه” من آلة القتل المتوحشة