حصري: وساطة عمانية بين مصر وقطر.. و«السيسي» سيحصد هذا الثمن!
المشهد الجنوبي الأول \
قالت مصادر مصرية مطلعة إن مصر حصلت بشكل غير معلن على وديعة عمانية بقيمة ملياري دولار لدعم احتياطياتها النقدية، ضمن تفاهمات سياسية واقتصادية بين القاهرة ومسقط.
وتحدث مصادر مصرية مطلعة في القاهرة، مؤكدة أن الوديعة العمانية قد تعقبها دفعة ثانية بنحو 3 مليارات دولار، ومكاسب أخرى، في إطار صفقة ترعاها مسقط لحلحلة الأزمة الخليجية التي دخلت شهرها الثامن على التوالي.
وتهدف الوساطة العمانية التي يقوم بها السلطان «قابوس بن سعيد»؛ لتحقيق انفراجة سياسية بين مصر وقطر، وتهدئة التوتر بين دول الحصار الرباعي والدوحة، قبيل انعقاد القمة العربية في الرياض خلال مارس/آذار المقبل، وفق المصادر.
ورجحت المصادر، التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، وقوف قوى إقليمية ودولية وراء الوساطة العمانية، التي تجلت صورها في استقبال «السيسي»، الأحد الماضي، في زيارة رسمية لمسقط هي الأولى له منذ توليه الحكم، استغرقت 3 أيام، وأتبعها بزيارة إلى الإمارات، انتهت الأربعاء الماضي.
وتحاول القاهرة الخروج من الأزمة الخليجية بأي مكسب، لا سيما مع تراجع وتيرة الهجوم على الدوحة، ونجاح قطر في الصمود وتجاوز تداعيات الحصار، وتحسبا لمصالحة خليجية قد يجري الوصول إليها في قمة كامب ديفيد التي دعا إليها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» خلال مايو/أيار المقبل.
ووفق الرئاسة المصرية، انتهت قمة «السيسي-قابوس» بالاتفاق على إنشاء صندوق استثماري مشترك بين الجانبين، لم يحدد البيان رأسماله أو تفاصيل عنه.
وتتكتم مسقط على بنود مبادرتها، التي كانت محور تباحث بين «السيسي»، وولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، الداعم الأقوى لحملة الحصار ضد قطر، وسط رغبة مصرية في تهدئة الأجواء مع جماعة الإخوان المسلمين، وحليفتها الدوحة؛ لتأمين ولاية رئاسية ثانية و«ناجحة» لـ«السيسي»، وتجاوز العقبات التي واجهت ولايته الأولى التي ستنتهي يونيو/حزيران المقبل.
وتقود مسقط منذ سنوات وساطة للتقريب بين دول الخليج وإيران، وكذلك وساطة بين التحالف العربي في اليمن و«الحوثيين» لحل الأزمة اليمنية، وأخيرا وساطة بين قطر ودول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال الإعلامي والكاتب السعودي، «جمال خاشقجي»، إن حل الأزمة الخليجية بسيط، مقترحا دفع الدوحة مبلغ 4 مليارات دولار إلى مصر لإنهاء الأمر.
وأضاف «خاشقجي»، في برنامج «بلا قيود» على قناة «بي بي سي»: «لو قام (أمير قطر) الشيخ تميم (بن حمد) غدا بزيارة إلى القاهرة ومعه شيك بـ4 مليارات دولار وأوقف (قناة) الجزيرة عن التعرض للشأن لمصري، لانتهت هذه الأزمة بالكامل».
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب، وفرضت عليها حصارا بريا وبحريا وجويا، بينما نفت الدوحة تلك الاتهامات، معتبرة أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب.
يشار إلى أن عمان امتنعت عن المشاركة في الحصار المفروض على قطر، ومن آن لآخر تؤكد مسقط دعمها لأي جهود تسعى لاحتواء الأزمة الخليجية بما يحافظ على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي.