قصر المعاشيق الرئاسي …. باستيل عدن لمالكه رجل الأعمال الفرنسي أنطوني بيس
المشهد الجنوبي الأول/ متابعات
مالك القصر الشرعي هو المليونير الفرنسي “المسيو أنطوني بيس” ، التاجر الشهير في عدن ابان عقود الاربعينيات و الخمسينيات من القرن الفارط ..
جرى تأميمه في عام 1969م و تحول الى منزل شخصي لزعيم التنظيم السياسي الجبهة القومية الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني عبدالفتاح اسماعيل ، ثم منزلا خاصا للذين خلفوه في قيادة الحزب و الدولة : علي ناصر والبيض ، ثم آل الى املاك علي عبدالله صالح ، بعد اكتساحه للجنوب في الحرب الدموية التدميرية في عام 94م الذي قام بازالة القصر القديم كاملا حتى اساساته و بنى مكانه قصرا جديدا على طراز باريسي يجمع بين الاصالة و المعاصرة و اتخذه منتجعا شتويا له و لعائلته ، و بعد خلع صالح اصبح منزلا شخصيا للرئيس اليمني هادي ، ثم مقرا للدولة الشرعية وحكومتها الهاربتين من لطم الحوثيين ..
تحول قصر المعاشيق الى مقر للشرعية الظالمة وحكومتها الفاسدة على مدى الثلاث سنوات الفارطة، منذ هروبهم من صنعاء ..
ومثل سقوطها في الساعات المبكرة من يوم الثلاثاء 30 يناير ٢٠١٨م ، بعد معارك بطولية خاضتها المقاومة الجنوبية و مكونها السياسي والجماهيري ( المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة رئيسه اللواء الركن عيدروس قاسم عبدالعزيز الزُبيَدي ) سقوطا للظلم و الاستبداد و الفســاد . فكان هذا السقوط اشبه بسقوط باستيل باريس ابان الثورة الفرنسية في اواخر القرن الثامن عشر الذي كان يمثل اعتى قلاع الظلم الاستبدادي الملكي الاقطاعي في قارة اوروبا .
إلا أن الفارق بين باستيل عدن وباستيل باريس هو ، ان الاول كان مقرا للظلم و الاستبداد و الفساد يقطن فيه ارباب السلطة و الظلم والدعاره السياسيه والاجتماعيه بينما كان الثاني يقطن فيه السجناء من المناضلين الفرنسيين مفكرين و قادة و شعب .. في الاول انقذت دول التحالف العربي المجرمين و الفاسدين بزوارقها الحربية الى مقر قيادة التحالف في حى آخر من احياء مدينة عدن ليواصلوا ادائهم الوظيفي منه ؛ اما في الثانية فلقد تم اطلاق سراح جميع السجناء النازلين فيه و الذين اتجهوا الى قصور الملك لويس السادس عشر و اعتقلوه و اركان حكمه و رجال الدين الذين كانوا بخدمته و ارسلوهم بعد محاكمتهم الى حد المقصلة حيث جرى اعدامهم ..
من صفحة : علي العيسائي