كاتب عماني يكشف عن ما وراء الصراع السعودي الإيراني والسيناريو الذي ينتظر المنطقة
المشهد الجنوبي الأول/يمنات
قال الكاتب العُماني علي المعشني، إن التصعيد السعودي ضد إيران غير موفق على الإطلاق.
و ارجع ذلك أن السعودية فتحت على نفسها جبهة ثالثة بعد جبهة سوريا و العراق و جبهة اليمن في الجنوب، و فتحت جبهة أخرى جديدة مع الشيعة و مع إيران.
و أشار إلى أن الحكمة كانت تقتضي من السعودية أن تغلق الملفين السوري و اليمني لتتفرع لمواجهة إيران، إذا أرادت ذلك.
و أوضح أن السعودية تعتقد بأن فتح هذه الجبهة سيحقق لها مكاسب على الجبهتين السورية و العراقية و اليمنية.
و قال: اعتقد أن ما يحصل نوع من الانتحار السياسي. مشيرا إلى أن النمر كان يمكن أن يبقى لعشرين سنة قادمة سجين مدان، بدون إعدام.
و أضاف: السعودية كانت تعرف مكانة النمر عند الشيعة و عند الكثير من السنة، و بغض النظر حول اتفاقنا أو اختلافنا مع النمر، لكنه مرجعية له مكانته عند طائفته و كثيرين في مذاهب أخرى يعرفونه عن قرب، بدليل الشهادات و الاحتجاجات التي سمعناها سعيا لإطلاق سراحه.
و أشار إلى أن الوقف السني في العراق و ليس الشيعي، انتبهوا لذلك، و كانت هناك وعود بالإفراج عن، لكن في نهاية المطاف هناك شيء في نفس يعقوب استجد وحدث الإعدام.
و أوضح: في اعتقادي الشخصي انه لن تكن هناك مواجهة عسكرية في المنطقة على الإطلاق، نظرا لوجود تكافؤ بنسبة ما و تناسب ما.
و أشار إلى أن السعودية استنزفت عسكريا في اليمن و استنزفت ماديا في العراق و سوريا، و بالتالي فإن المواجهة العسكرية مستبعدة.
و قال: شتان ما بين القوة والاستعداد في إيران و ما بين الضعف و الوهن في السعودية.
و نوه إلى وجود قنبلة موقوتة اسمها “القنبلة الطائفية”، موضحا أن السعودية حاولت استفزاز الشيعة، لإظهار نفسها بموقف أنها هي المستهدفة من قبل الشيعة بالكامل، لاستنهاض المترددين من حمقى السنة.
و حذر من أن السعودية لديها الآن حمقى من السنة، تحت شعار طائفي لمواجهة المشروع الإيراني وما شابه ذلك.
و أضاف: لكن لو رأت أن الشيعة تغولوا بالفعل بشكل منظم، ستظهر بمظهر الضحية، لاستنهاض المترددين من السنة، من خلال اظهار أن بلاد الحرمين و المقامات و المزارات المقدسة مستهدفة.
و تابع: إذا نجحت السعودية في استنهاض المترددين من السنة، و عملت تيار سني حقيقي ضد الشيعة سيتم توظيف هذا السيناريو مستقبلا ضد كل طوائف المسلمين الذين لا يروقون للسعودية من زيدية و إباظية و مالكية و شافعية و أحناف.
و لفت إلى أنه و في مرحلة قادمة سيتم توظيف هذا السيناريو في حرب إسلامية ضد روسيا، هدفها إضعاف روسيا وفق المخطط الغربي و حرب إسلامية بوذية عن طريق الروهنجة في بورما.
و نوه إلى أن بورما متاخمة جدا للتبت، و التبت دولة منفصلة عن الصين، ما يعني إشعال حرب لإضعاف الصين و إغراقها في نزاعات داخلية، حيث توجد طائفة الايجور و الأقليات المسلمة، ذات الأصول التركية.
و اعتبر أن هذا الدور مزدوج، ما بين تركيا و السعودية، و هو مخطط غربي، في حين أن السعودية و تركيا ليس لهما ناقة و لا وجمل في المخطط. منوها إلى أن السعودية و تركيا في هذا المخطط مجرد مطايا لخدمة المشروع الغربي.
و أشار إلى أن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قال أنه عرض على الشيعة دولة في المنطقة الشرقية السعودية، لكنهم رفضوا لأنهم ضد التجزئة.
و أضاف: هم عندهم مطالب و مظالم لكن في إطار الكيان السعودي الحالي، موضحا أنه ما الذي يمنع أن تقوم خلايا نائمة، يرتبها الغرب بتفجيرات في المنطقة الشرقية و يجد الغرب و بالذات أمريكا ذريعة لاحتلال المنطقة الشرقية والبدء في الخطوة الأولى لتقسيم السعودية.
و أوضح أن هذه المنطقة تحوي تسعين في المئة من نفط السعودية و ثروات العالم الذي تصدر للخارج ، و هناك كمية بسيطة على الحدود الكويتية و كمية بسيطة في حقل الشيبة الموجود مع الإمارات.
و لفت إلى أنه بمجرد بدء هذه العملية ستبدأ عملية التقسيم، التي وزعت خارطتها لإقامة الدولة النجدية و الدولة الشيعية و دولة الحجاز في الأراضي المقدسة و دولة الاردن الكبرى التي تقتطع جزء من شمال السعودية، و عودة المناطق الجنوبية إلى اليمن، كما كانت أيام الدولة الإدريسية عام 1934م.
و اعتبر أن إطالة الحرب في اليمن لم تعد مسألة عفوية، فالسكوت على دخول أنصار الله اليمنيين إلى مناطق من نجران و جيزان و عسير، لم تعد صدفة.
و قال: كأن المسألة منظمة لسيناريو قادم و كبير، حيث أصبحت المنطقة ساحة لمعركة كبيرة لجميع الأطراف.
و أوضح أن لسان الحال، اصبح هو: إذا اضعفتني في سوريا ممكن أضعفك في اليمن، و هكذا..
و قال: المسألة أصبحت مجموعة أوراق يُلعب بها، و بالتالي ما الذي يجعل السعودية تفتح جبهة ثالثة على سبيل المثال، و هي تعرف ان هناك ملفات و بؤر ساخنة أشعلتهم.
و تسأل: ما الذي يجعل السعودية تلجأ إلى اردوغان و هو اخواني و السعودية تختلف مع الاخوان جملة و تفصيلا..؟
و أوضح أن الأمير نائف بن عبد العزيز، قال في 2006 إن اكبر خطر يهدد السعودية هم الاخوان المسلمين، فسعى من 2006 لتجفيف منابعهم تدريجيا لغاية 2014 و 1015م، حتى صدر قانون الإرهاب الذي صنف الاخوان المسلمين كمجموعة إرهابية.
و قال: هذا الكلام معروف، و تم تجفيف منابع الإخوان، حتى جاء الملك سلمان، فأعاد لهم الاعتبار في مناطق معينه فقط، حيث يحاربهم في مصر، و لكنه تحالف معهم في تركيا و اليمن.
و أضاف: لو نجحت الدولة الشيعية و من ضمنها طبعاً الشرقية السعودية و البحرين كما هو المخطط الآن، و بذريعة ان هناك مخاطر تهدد منابع النفط وفق إستراتيجية كسنجر في عام 1974، فسيبدأ السيناريو الآخر.
و تابع: يجب ان نتنبه لهذا السيناريو المتمثل في سيكس بيكو جديد، و الذي يعني حصول أشياء مارقة جدا بحق الوطن العربي.
و قال: هم الآن يعيدوا السيناريو نفسه تجاه إيران، فإذا استطاعوا تدمير إيران، سيأتي سيناريو سيكس بيكو مريح جدا، بحيث لن تكن هناك قوة في المنطقة.
و أضاف: سوريا صارت منهكة و العراق مدمر و الجزائر مشتتة، مشيرا إلى أن هذه الدول لا تمثل حاضن، منوها إلى أن الغرب يهتموا بالحاضن.
و لفت إلى أن الحرب قائمة على مصر، و يمكن أن تُصعد في لحظة لتدميرها، إذا اختفت إيران من الخارطة، و إختفاء إيران من المشهد لسبب أو لآخر سيمكن من تقطيع الأمة لعدة قطع.
و نوه إلى أن الغرب يريدون للسيناريو أن يتم بأيدينا، بمعنى أن ننتحر و نلاقي حتفنا و هم يجنوا الأرباح، و يعلنون عن الإخراج في نهاية المطاف.