وثيقة: سكرتير «عبدالناصر» المقرب كان جاسوسا للمخابرات السوفيتية

المشهد الجنوبي الأول \

سلطت وثائق ترتبط بجهاز المخابرات في الاتحاد السوفيتي «كيه جي بي»، الضوء على تجنيد ناجح داخل الدائرة الداخلية للرئيس المصري الراحل «جمال عبد الناصر»، من خلال تجنيد سكرتيره الشخصي «سامي شرف».

وجاءت الوثيقة التي حصلت عليها ديلي بيست تحت عنوان «اكتساب وإعداد» كجزء من دليل تدريب «كيه جي بي». ويمكن قراءتها على أنها «مثال على اختراق كيه جي بي للدول العربية قبل أقل من عام من سقوط الجدار وانحسار الحرب الباردة».

وتشير إلى أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» قد وضع تصورا «للثأر»، في جهود السياسة الخارجية الحالية في المنطقة. حيث عمل «بوتين» كعضو نشط في «كيه جي بي» بين عامي 1975 و1991.

وبشكل أكثر تحديدا، تفحص الوثيقة القوى العاملة والمواهب اللازمة لتجنيد المسؤولين الأمريكيين كجواسيس، في الوقت الذي كانت فيه مكافحة التجسس الأمريكية تمر بفترة من التفوق والكفاءة.

وتم إحباط الجهود السوفيتية في التنافس من أجل التأثير في المنطقة – حسبما أظهرت الوثائق – مع اندلاع حرب الأيام الستة. وباعتبارهم المورد الرئيسي للأسلحة إلى مصر، فقد فشل السوفيت «بشكل سيء» في توقع المكاسب الهائلة التي حققتها (إسرائيل) عام 1967. ولكن بفضل التحسن في المعلومات الاستخباراتية، أثبت السوفيت أنهم أكثر استعدادا في عام 1973، عندما هاجمت مصر وسوريا (إسرائيل). وقال التقرير إن «واشنطن كانت مصابة بالعمى والصمم والبكم» في هذه الحرب، لكن موسكو لم تكن كذلك.

غير أن تقرير الصحيفة يشير إلى أن ما تم الاحتفال به كمكسب سوفيتي عام 1973، أصبح السبب في صعود «هنري كيسنجر» إلى منصب وسيط النفوذ الدبلوماسي الأمريكي في المنطقة، كنتيجة غير مقصودة للحرب أدت إلى تراجع النفوذ السوفيتي في مصر والشرق الأوسط.

ولفتت الصحيفة إلى أن وثيقة «كيه جي بي» قد سلطت الضوء على تجنيد ناجح داخل الدائرة الداخلية للرئيس المصري السابق «جمال عبد الناصر»، من خلال تجنيد «سامي شرف». ومع ذلك، فإن وكالة الاستخبارات المركزية قد أدركت هوية «شرف» كجاسوس لموسكو، ثم جندت الأفراد الخاصين بها في موسكو. ولم يمض وقت طويل بعد أن أعلن «السادات» القبض على «شرف» وغيره من المتآمرين المؤيدين للسوفيت، المعروفين بشكل جماعي باسم «التماسيح»، وتحرك للتقارب مع «جيمي كارتر»، وطار إلى تل أبيب في لفتة السلام الشهيرة الآن.

وأوضحت الصحيفة من خلال كاتبها «مايكل فايس»، أن كليشيهات من جانب المخابرات السوفيتية، مثل القولبة النمطية للجهات الفاعلة العربية باعتبارها مجرد طريقة للوصول إلى صفقة جيدة، كانت واحدة من الأخطاء التي أدت إلى تراجع الاتحاد السوفيتي، ليس فقط في الشرق الأوسط، وانهياره في نهاية المطاف.

المصدر | هآرتس
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com