القطب الشمالي ثلاجة الأرض ولكن بابها تُرك مفتوحاً

المشهد الجنوبي الاول|منوعات

ترتفع حرارة التربة الصقيعية في القطب الشمالي بمعدلات أعلى من أي وقت مضى وكذلك حرارة البحر في القطب في حين ان جليد البحر في المنطقة يذوب بأسرع وتيرة منذ 1500 سنة ، كما افاد تقرير حكومي اميركي جديد.

واظهر التقرير السنوي الجديد الذي اعدته الادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة ان ارتفاع الحرارة في منطقة القطب الشمالي كان يقل هذا العام بدرجة طفيفة عن عام 2016 الذي كان عاماً قياسياً بارتفاع درجات الحرارة.

ولكن العلماء اعربوا مع ذلك عن قلقهم لأن الحرارة في منطقة القطب الشمالي ترتفع بسرعة تزيد مرتين على ارتفاعها في بقية الكرة الأرضية وبلغت مستوى لا سابق له في الأزمنة الحديثة ، بحسب التقرير.

وقال جريمي ماتيس رئيس برنامج ابحاث القطب الشمالي في الادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إن عام 2017 اظهر “ان القطب الشمالي مكان يختلف اختلافاً كبيراً عما كان عليه حتى قبل عقد من الزمن”.

واضاف ماتيس “ان القطب الشمالي يعتبر تقليدياً ثلاجة كوكب الأرض، ولكن باب الثلاجة تُرك مفتوحاً”.

وقال رئيس الادارة بالوكالة تيموثي غالوديت “ان ما يحدث في القطب الشمالي لا يبقى في القطب الشمالي بل يؤثر على بقية الكوكب ، وللقطب الشمالي تأثير هائل على العالم بصفة عامة”.

وتبين معطيات التربة الصقيعية ان الأرض المتجمدة التي تُبنى عليها الكثير من المنشآت والطرق والانابيب بلغت درجات حرارة قياسية بدفئها العام الماضي كانت تقترب من نقطة الذوبان واحيانا تتجاوزها. وهذا يجعل كل ما بُني معرضاً للخطر حين تذوب الأرض وتتغير ، كما جاء في التقرير.

وقال رئيس فريق العلماء الذين أعدوا التقرير، البروفيسور فلاديمير رومانوفسكي من جامعة الاسكا، إن تقارير اولية من الولايات المتحدة وكندا في عام 2017 اظهرت ان درجات حرارة التربة الصقيعية “ارتفعت مرة أخرى في كل المواقع” بما فيها بحر القطب.

وينكمش جليد البحر في القطب الشمالي عادة في سبتمبر وكان انكماشه هذا العام ثامن أدنى انكماش في التاريخ خلال موسم الذوبان.

 ولكن العلماء قالوا ان أشد ما يثير قلقهم هو ما يحدث في الشتاء وخاصة في مارس حين يُفترض بأن يتراكم جليد البحر الى أعلى مستوياته.

وكانت المستويات القصوى لجليد البحر في القطب الشمالي في ادنى المستويات التي سجلها العلماء في مواسمها حين يتزايد الجليد عادة.

وقالت العالمة اميلي اوزبورن المختصة بالقطب الشمالي في الادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إن زهاء 79 في المئة من جليد البحر في القطب الشمالي طبقة رقيقة ولا يزيد عمرها على عام في حين ان 45 في المئة من جليد البحر في القطب كانت طبقة سميكة عام 1985.

وحذر العلماء من ان التغيّرات التي تحدث في القطب الشمالي يمكن ان تغيّر حجم الثروة السمكية. وان تزايد مواسم الصيف الخالية من الجليد في القطب الشمالي يمكن ان يؤدي الى تنافس البلدان على استغلال مناطق جديدة بحثاً عن الموارد.

ولاقى التقرير ثناء من الأوساط العلمية خارج المؤسسة الرسمية. وقال الباحث ريتشارد آلي من جامعة ولاية بنسلفانيا “إن البيانات الجديدة تتفق عموماً مع الاتجاهات طويلة الأمد وتقدم أدلة واضحة على التغيّرات الكبيرة التي يسببها ارتفاع الحرارة”.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com