تلميع ياسر العواضي
بقلم/غازي المفلحي
لم تكن الرقصة الأخيرة مأمونة العواقب مثل سابقاتها للرجل الذي اشتهر ببراعته في الرقص على رؤوس الثعابين ، فالثعبان هذه المرة لم يكن من نوع الثعابين التي اعتاد على الرقص معها وهي بغير أنياب ولا سموم ، هذه المرة كان في أنيابه العطب .
ورث الحوثة نظامه في حياته ، لكن هذه لم تكن سوى البداية ، فالإرث كبير ومتنوع ليس المال إلا شطرا ثميناً منه ، أما الأثمان فهو تركته السياسية ممثله في حزبه الكبير ” المؤتمر الشعبي العام ” .
والحوثة لا خبرة لهم بإدارة الدولة وليس لديهم حامل سياسي وشعبي يمكن ان يعتمدوا عليه في تثبيت سلطتهم الجديدة ، فلماذا لا يكون المؤتمر هو هذا الحامل المؤقت لهم الى حين تكوين حاملهم الخاص ؟فهو اكبر حزب في اليمن ، وقد اثبت نجاحة في توطيد سلطة عفاش طيلة ثلاثة عقود ، وهو قبل هذا وبعده ليس حزبا عقائديا بل حزب سلطة ، وليس هناك ما يمنع من قيامه بلعب نفس الدور مع السلطة الجديدة اذا تمكنوا فقط من استمالة قادته او حتى إجبارهم على تحويل ولاءهم من ” الزعيم ” الى ” السيد ” .
تغريدات الشيخ ياسر العواضي الأمين العام المساعد للمؤتمر واحد اذرع عفاش تنبىء عن هذا التوجه ، هل تم استمالته او إجباره ؟ هذا لا يهم ، المهم انه يتم إعداد ياسر العواضي للقيام بدور محلل لتحويل ولاء المؤتمر من عفاش الى الحوثي .
ظل ياسر العواضي مرافقا لصيقا لعفاش طيلة سنوات حكمه ولم يحدث ان خرج عن طوعه ولا مرة واحده ، لكن المشكلة ان شكوكا تم تناقلها مؤخرا – خصوصا بعد مصرع عفاش – عن تخلي العواضي عن زعيمه في اللحظات الحرجة ، بدليل انه لم يتواجد في منزل عفاش كما فعل الزوكا وآخرين ، أضيف إليها شائعات عن ان هذا التخلي قد تم باتفاق مسبق مع الحوثه ، وبغض النظر عن صحة ما يروج له في هذا الجانب ، فان اهتزاز صورة العواضي عند قيادة وقواعد المؤتمر سوف تحد من تأثيره وقدرته على اداء المهمة التي سيعهد بها اليه .
لهذا جاءت هذه التغريدات – التي تمت بموافقة الحوثه –لكي تحتفظ للعواضي بصورة القيادي الشجاع المخلص الغير هياب صاحب المبادئ ، برر فيها تغيبه وتخلفه عن نصرة زعيمه ، ومجد فيها عفاش ، وظهر فيها بصورة الإنسان الوفي الذي يتساوى عنده الآن وبعد رحيل عفاش الموت والحياة ، وهذه الصورة المثالية ضرورية للعواضي اذا اريد له النجاح في الدور الذي سيضطلع به وهو تحويل قبلة المؤتمر كليا من حي الكميم بصنعاء الى كهف السيد في صعدة .
في تغريدات العواضي وحتى يبعد اي شبهه قد تشي برغبته في القفز الى موقع رئيس المؤتمر فقد طلب من قواعد الحزب الالتفاف حول القيادة الجديدة ممثله بصادق أمين ابو راس ، لكن جميعنا يعرف ان ابو راس نجا باعجوبه من إصابات بالغة أصيب بها في تفجير جامع الرئاسة ، وقد تركت هذه الإصابات في الرجل أوجاعا جسدية وإدراكية لا يمكن ان تزول ، ولهذا فإن بقاءه في موقع رئيس المؤتمر ليس الا مرحلة انتقالية قصيرة سوف يؤول بعدها الى ياسر العواضي بحكم مكانته القيادية خلف ابو راس مباشرة ، وهذا يعني ان حلول العواضي محل ابو راس هي تحصيل حاصل وفي فترة لن تتجاوز العام الواحد .
من يراهن ؟