حضرموت سنغافورة العرب
بقلم/عبد الجبار عوض الجريري
الحديث عن حضرموت لا يعني أننا نطالب بدولة حضرمية كما قد يعتقد البعض ولا يعني كذلك أننا نحدد مصيرنا السياسي فلا شك أن المتغيرات على الساحة هي التي تلقي بظلالها على المستقبل السياسي لحضرموت .
لما نتحدث عن حضرموت فإننا نتحدث عن محافظة أو سموها ما شئتم إقليم يتبع الجنوب أو إقليم في ظل الوحدة الأتحادية ليس هذا المهم بالنسبة للكثيرين من الحضارم خاصة النخب الفكرية والعلمية ،المهم أيها السادة لنا كحضارم أننا نريد أن نملك ثرواتنا وأراضينا ونمتلك أكتفاء ذاتي في الجانب الغذائي بدرجة أساسية وفي بقية الجوانب الأخرى أيضا.
الحضرميون استطاعوا خارج الجنوب واليمن أن يقودوا دولا عظمى ويصنعوا مستقبل مضيء ومشرق لهذه الدول.
أندونيسيا وماليزيا وتيمور الشرقية وجزر القمر وسلطنة بروناي والكثير من الدول قادتها ومفكروها هم بني حضرم أصحاب الزعقة واللخم والكراش ،استطاعوا أن يبنوا هذه الرول من الصفر وينهضوا بها لتصبح بعضها من أكبر اقتصاديات العالم كله .
الحضارم كان لهم أبرز دور في النهضة العلمية والاقتصادية في بلاد الخليج عامة وبلاد الحرمين خاصة فمن منا لا يذكر أول جامعة في المملكة العربية السعودية جامعة الملك سعود أول من بناها وأسسها مجموعة من رجال الأعمال الحضارم ،والقائمة تطول حول إنجازات الحضارم خارج اليمن وفقرهم وضعفهم داخل اليمن .
السبب الوحيد الذي جعل الحضارم يبدعون ويقدمون خارج اليمن ويغيب هذا الإبداع داخلها أن كل الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ الدولة الجنوبية وإلى وقتنا هذا لم يتيحوا المجال للحضارم ولم يعطوهم الفرصة أصلا لإنجاز وتحقيق ما حققوه خارج اليمن .
الحضرميون قادرون على أن يصنعوا من حضرموت سنغافورة العرب ويجعلوها تكون في مصاف الاقتصاديات الكبرى ولكن بحاجة لإعطائهم الفرص، لا أن يتم تسليط عليهم سياسات همجية عنصرية هدفها منع تشكيل وتأسيس حضرموت التي يحلم بها كل الحضارم وأهل الخليج .
صدقوني أعطوا الحضارم الفرصة الكاملة أسمحوا لهم بإدارة حضرموت وحكمها وستفرحون عندئذ بكل ما هو حضرمي بل ستعشقون حضرموت وستكون أقوى رافد علمي واقتصادي وسياسي ونخبوي لكل الدولة التي تحتوي حضرموت سواء الجنوب أو اليمن .