ليس الإرهاب وحدة من يقتلنا بل هناك في الحكومة من يسهل له حجة القتل؟!
أحمد الدماني
عندما يجتمع الإرهاب والمعاناة نتحول الى نمل ؟!
في مستشفى الجمهورية يقف شاب اسمر يكاد الهم والحزن يعتصر في جسده النحيل يقف بصمت في مكان تملئة الفوضى يأتوا أهالي شهداء حادثة التفجير الإرهابي ليتعرفوا على ذويهم بعد ان يعرف كل شخص ابنه أو أخوه او قريبة يلطم رأسه ويذرف الدموع ..
في مكان الجثث يوجد شخص معه قائمة يصرخ فلان ابن فلان اذا وجد احد أقارب من نهم اسمه يأتي ليتعرف على الجثة ويأخذها استمرت العملية لساعات وذلك الشاب لايزال واقف لا يتكلم يرن جوالة ينظر إلى الجوال ولا يجيب ساعات وذلك الشاب على هذه الحالة ..
ساعات مضت وذلك الشاب يقف وهو يتفرج وأهالي القتلى يأخذون ذويهم لينهوا مراسم الدفن فالقتلى أكوام متراكمة ولكن تختلف الإصابات فبعضهم لا توجد له ملامح ويتم التعرف عليه بالبطاقة والآخر وجهه سليم ولكن بقايا جسده ممزقة منظر الجثث يجعلك تبكي دون ان تشعر ولكن صديقنا لم تنزل له دمعة بينما ملامح الصدمة ظاهره على وجهه ..
يسأله أحد الموجودين هل تعرفت على قريبك ينظر اليه ولا يرد يستغرب السائل من تجاهل الشاب سؤاله ويذهب ومع مرور الساعات يلتفت الشاب لتتسع عيناه في ذهول بعد مشاهدته لمجموعة جاءت من مكان بعيد الى مستشفى الجمهورية وفجأة يطلق صوت وتسقط دموعه واحدهم يمسك به ويطبطب عليه ..
بعد ان يهدأ الشاب يخبرهم ان شقيقة داخل ثلاجة الموتى مع الجثث المتبقية ويخبرهم انه كان يسمع اسم أخيه وصاحب الكشف يذيع الأسماء ولكنه كان يخاف ان يرى ملامح أخيه وجثته وهو وحيد في المشفى لذا ظل صامت ويشاهد الجثث التي تخرج امامه ..
مشهد كان مؤلم ان تفقد أخيك او احد اقاربك او صديقك وتكون في مكان توجد الجثة ولا تستطيع البوح لأحد بأنك تعرفه هذا الشاب كان قلبة ينزف دما على فقدان شقيقه وكيف سيخبر والدته التي ستصيب بنوبة قلبية لو علمت أن إبنها استشهد كان يعيش في عالم الحزن وحيداً لا يعلم الكل قوة النزيف في داخلة ..
قام عمه بإنهاء إجراءات استلام الجثة وتم وضعها في سيارة إسعاف ونقلها الى قريتهم في أبين واخبروا ذلك الشاب أن والدته علمت باستشهاد صغيرها وهي بخير وبأن الكل ينتظر الجثة مع بقايا الجثث الأخرى من ابناء القرية ليتم الصلاة عليهم ودفنهم ..
لم أجد شيء اضيفه بل كلام أكتبه فالكلام لن يعيد هؤلاء الذين استشهدوا ولكن لماذا بعد موتنا يتم الاعتراف بنا؟! لماذا جعلت الحكومة والقيادة العسكرية هؤلاء الشباب لقمة سهلة للعناصر الإرهابية؟! هل أصبحت أرواحنا رخيصة لهذه الدرجة الفقر والمعاناة تقتلنا من جهة والقاعدة والإرهاب من جهة اخرى !!
أعلم أنني لن أجد جواباً لهذه الأسئلة فقد تعودنا على ان نكون نمل وتدوسنا جميع المحن ومن بين تلك المحن انتم يامن تدعوا المسؤولية ولكن ما الفائدة من ذلك الرقم العسكري لهذا الشاب بعد رحيله فمال الدنياء لن يغني أمه ولن يكون بحجم هذه الليلة التي تمر عليها دون صغيرها ..
ليس الإرهاب وحدة من يقتلنا بل هناك في الحكومة من يسهل له حجة القتل؟!
صورة لإحدى الأمهات التي فقدت طفلها في الحادث الإرهابي