اخرجوا رأس الفتنة وحكومته من عدن قبل أن يقع الفأس في الرأس !

بقلم/فرج طاحس

وجَّه   تحرير  المناطق  الجنوبية  من هيمنة  تحالف  الإنقلابيين ، ضربة قوية قاصمة  للمشروع  الحوثي الإيراني للتمدد جنوباً والتحكم في المواقع الإستراتيجية ، لتهديد أمن الجزيرة والخليج ،  والأمن القومي العربي ، كما شكل نصرا للتحالف العربي ولقوات الشرعية  في حربهما ضد الإنقلابيين ، في الوقت الذي يلف الغموض  جبهات الحرب  في الشمال  ، والدور الذي تقوم به  المقاومة  المساند للجيش الوطني ، بعد تعثر الحسم العسكري  وزيادة معاناة المواطنين ، وتَفَرُّجِّ  المجتمع  الأقليمي والدولي  عن هذه المعاناة ، بل وفتور الجهود الدولية وتراجعها عن مواصلة البحث  عن حلول لإيقاف هذه الحرب الكارثية  ، لتعنت الإنقلابيين  وإصرارهم على السير في هذا النهج ، متشجعين بالدعم اللامحدود الذي يقدمه لهم الإيرانيون  ، وعدم جدية وحماس على مايبدو  من هم في الجبهات  للحسم العسكري المحسوبين على الشرعية .
وبفضل  هذا النصر  الذي تحقق بتضحيات رجالات المقاومة الجنوبية المدعومة من قبل التحالف العربي ، وتأمين  المدينة عدن  من الأعمال  الإرهابية ، وجد رئيس الحكومة الشرعية ووزراؤه  لهم موطىءَ قدم  في هذه المدينة الباسلة ، التي احتضنتهم  ووفرت لهم الحماية،  بعد أن كانوا لاجئين  في ضيافة السعوديين  في فنادق الرياض ، لكنهم للأسف لم يعطوا هذه الضيافة حقها،  بالإهتمام بهذه المدينة ورفع المعاناة عنها وعن أهلها ، وإزالة آثار العدوان  والحرب  ، وماترتب عنهما من تردي الخدمات   وانتشار المرض والفوضى الأمنية ، بل عملت هذه الحكومة ووزراؤها ورئيسها على زيادة  هذه المعاناة ، من خلال اللامبالاة، وصرف إهتماماتهم  إلى أمور أخرى ، إذكاء  الخلافات  وتوسيع الإنشقاقات  ونبش جروح الماضي ، في محاولات منها لشق وحدة الصف الجنوبي ، الذي أظهر تلاحما رائعاً أثناء العدوان ومقاومته ، مستغلين الأوضاع  الإقتصادية الصعبة  للسكان في هذه المدينة والمناطق المحررة  ، بسبب إرتفاع الأسعار  وتأخير  دفع المرتبات ، وشراء  الولاءات  لبعض ضعاف النفوس  ، الذين ركبوا الموجة  وجعلوا من أنفسهم  ثوارا  ومقاومة ، وتأتي أخطر هذه الأعمال ، تلك التصريحات المُسْتَفِزّةُ لشعور الجنوبيين  لرئيس الحكومة ، التي يطلقها بين  فترة وأخرى ومن داخل العاصمة عدن .
واليوم  والمدينة تحتفل  بالذكرى  الرابعة والخمسين  لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة ، بناء  على دعوة المجلس الإنتقالي الجنوبي ، هذا الكيان الجنوبي الذي يحظى بدعم معظم  المكونات الجنوبية على الرغم  مايقال عنه ، نرى هناك مَنْ  يعمل على شق الصف الجنوبي بإقامة فعالية  أخرى في موقع  آخر ،  لانستبعد أن يكون بدعم  واسناد من الحكومة الشرعية  القابعة في قصر المعاشيق الذي تحول للأسف الشديد إلى بؤرة للتآمر  على الجنوب وقضيته العادلة .
إنَّ استمرار قصر  المعاشيق في نهجه المعادي للحل العادل للقضية الجنوبية الذي يستجيب لتطلعات  الجنوبيين  وحقهم في تقرير المصير ، ومحاولة فرض مشروعهم للحل ، معتمدين على بعض التباينات والإختلافات في الشارع الجنوبي ، يشكل خطرا  قد يؤدي إلى نتائج كارثية  على الجميع ، يُعِيدُ سيناريوهات سابقة مؤلمة ،  اخرجوا رأس الفتنة وحكومته من عدن  قبل أن يقع الفأس
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com