مجلة أمريكية تفتح ملف «صالح» الأسود
المشهد الجنوبي الأول/متابعات
نشرت مجلة فورين بوليسي، الأربعاء تقريرا مفصلا يتحدث عن تاريخ الدعم العسكري الأمريكي لليمن في مواجهة القاعدة.
وتحدثت المجلة الأمريكية الأشهر، عن حملات عسكرية أمريكية وبريطانية ويمنية نجحت في إغلاق معسكرات تدريب للقاعدة والقبض على ومحاكمة أعضائها وقياداتها خلال عامي 2001-2005 وكانت الحملة والمعارك ضد التنظيم ناجحة ليقرر الامريكيون انهاء مساعداتهم تلك عام 2005 وبدء الاهتمام بتنمية الاطارات الديمقراطية في البلد.
ابتزاز صالح
وأشار التقرير إلى أن هذا الأمر أثار غضب صالح وقتها لأمرين (اذ اعتقد أن ذلك تضمن الحرمان من المساعدات وتأليب الأحزاب ضده) ليتم بعدها هروب 23 من كبار قادة القاعدة من أحد سجون صنعاء المنيعة لتعود القاعدة الى سابق قوتها وتعود معها المساعدات الغربية الى اليمن مضطرة.
ولفت التقرير إلى أن أمريكا لم تطق مضايقة صديقهم المخلص صالح فقامت بإعادة الدعم النقدي لكن هذه المرة لصالح، وليس لتطهير البلاد من القاعدة، مشيرة إلى أن أمريكا فقدت بوصلة تركيزها بعد ذلك العام.
وحسب التقرير يقول السفير الأمريكي “ستيفثن سيش” المعين في صنعاء في الفترة 2007 حتى 2010 “كان صالح متلاعبا استثنائيا، موضحا أن صالح كان دائما ما يحذر باستمرار بأن القاعدة تقترب وتتوسع أكثر من مناطق كانت تعد آمنة.
واشار “السفير الأمريكي” في التقرير إلى أن ذلك كان مثار اهتمام كبار مسئولي المخابرات المركزية الامريكية ووزارة الدفاع البنتاجون الذين كانوا يرجعون الى واشنطن بعزيمة قوية لتوفير مساعدات أكثر وتدريب أكبر.
وقالت فورين بوليسي أن القوات البريطانية ايضا كانت تركز على توزيع فريقها التدريبي بين معسكر الأمن المركزي بصنعاء وخفر السواحل بمحافظة عدن جنوبا، بينما كان الامريكيون مسؤولون عن الجيش اليمني والقوات الخاصة لتتضمن تلك الدعومات مهارات السلاح والامداد والاستخبارات والمناورات في المناطق الحضرية والصحراوية، لافتا إلى أن من احد منجزات البريطانيين كان استحداث قوة نسائية خاصة لاستخدامها ضد التنظيم.
دور يحي صالح
وأوضح التقرير أن العقيد يحيى محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس صالح، قام بتخوين القبائل اليمنية قرب مناطق تواجد القاعدة، مشيرا الى عدم تواجد أفراد الأمن وقواته الخاصة في تلك المناطق بسبب التحالفات الوثيقة للقبائل المحلية هناك مع اعضاء التنظيم الارهابي.
وأشار التقرير إلى أن الجنرال يحيى صالح ذهب الى ما وراء ذلك، بالقول أن جنود من داخل الأمن المركزي والقوات الخاصة بمكافحة الارهاب كانوا يقومون بالاتصال بذويهم في تلك المناطق من أجل ابلاغ التنظيم بقرب وصول القوات لتصل القوات وتجد أن أعضاء التنظيم قد فروا قبل وقت قصير من وصولهم.!
وفي السياق صرح مسئول عسكري أمريكي بأن هذه الأمور اضطرت القوات الأمريكية إلى تنفيذ عملياتها العسكرية بنفسها ضد أعضاء التنظيم لتعود الحكومة لتصرح بأن قواتها هي من قامت بتلك العمليات.
وذكر التقرير عن يحيى صالح قوله بأن نقاط الضعف التي عانت منها القوات الحكومية جعلت الحكومة تتعاون مع برنامج الطائرات بدون طيار الأمريكي.
ويشير أنه عندما بدء البرنامج (الطائرات بدون طيار) والاخطاء التي مارسته عمل على فقدان الثقة والعلاقات بين القبائل المحلية وحكومة صالح وزاد من قوة ادعاء القاعدة بأنها تقاتل الامريكيين نيابة عن الشعب المحلي.
اخطاء
ورأت المجلة الأمريكية، بأن الاخطاء لم تكن مبررة لتستغلها القاعدة لكسب تعاطف الناس والضحايا معها ليتوسع الارهاب بعدها.
وأكد التقرير أن صالح عمد طويلا إلى بناء جيش يحمي كرسيه ليورثه لأسرته لتساهم الحكومة الامريكية بتقوية شوكته السياسية والعسكرية الخاصة ليسمحوا له بمهاجمة خصومة السياسيين بقوة أكثر من ذي قبل وبالتالي القضاء على أطراف المعارضة السياسية. واضاف التقرير “حتى ان التدريب في المعاهد والبرامج العسكرية الامريكية الممولة امريكيا أصبحت احدى معايير اختيار قادة الوحدات العسكرية وصناع القرار وترقيتهم وتعزيز مكانتهم في الجيش لينتهي الامر في نهاية المطاف الى ذهاب المناصب العسكرية الكبرى الى شخصيات كانت أقل اهتماماتهم هي حفظ توازن القوة والموارد لصالح شخص صالح فقط.