بالصور.. عندما يتحول مقلب القمامة إلى فرصة عمل لليمنيين
Share
المشهد الجنوبي الأول/إرم نيوز
فرضت الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون على “حسام” ذي الثلاثة عشر ربيعاً أن يترك مقاعد الدراسة ويعمل في جمع علب المياه البلاستيكية وقطع المعدن من مقلب القمامة لبيعها في مكان قريب ليقتات بها مع أسرته المكونة من 5 أفراد هو أكبرهم.
مقلب القمامة في منطقة الأزرقين بالجهة الشمالية للعاصمة صنعاء، يعج بالمئات من الأطفال والشباب للبحث عما يمكن أن يباع من القطع البلاستيكية والمعدنية والنحاسية وغيرها، ليتحول المكان إلى قبلة للأطفال الأيتام والفقراء، “حسام” واحد من هؤلاء الذين اضطروا لكسب الرزق بهذه الطريقة بعد توقف راتب والده، الذي قتل لاحقا لدى خدمته في الجيش اليمني بمحافظة أبين الجنوبية على يد عناصر ينتمون إلى تنظيم القاعدة منتصف عام 2011، وتراكمت الديون على والدته التي كانت تعمل في مجال الخياطة.
ويسرد “حسام” لـ”إرم نيوز” جزءًا من المعاناة اليومية التي يجدها في المقلب، إذ قال: في اليوم الأول جئت مع بعض الجيران لكن بسبب الرائحة الكريهة لم أستطع أن أجمع سوى القليل من “الصحات” علب المياه المعدنية ومع الوقت تعودت على الرائحة، لكن أحيانا “الخدم” (وهم المهمشون الذين يطلق عليهم محليا الخدم) يأخذون جزءا مما أجمعه بعد ضربي.
طوال ساعات النهار حتى الظهيرة لا يتجاوز ثمن ما يجمعه من “العلب وقطع المعدن والنحاس” ألف ريال- نحو 4 دولارات- معرضا حياته للخطر لوجود المواد السامة والمخلفات الضارة وانتشار الأوبئة والأمراض في المقلب، مبلغ بالكاد يوفر منه وجبة واحدة لإخوانه ووالدته.
يسكن “حسام” في حي “مذبح” أحد أفقر الأحياء بصنعاء، ويذهب إلى المقلب بعد أن يستقل سيارة أجرة مكشوفة مع العشرات من أطفال الحي للعمل هناك، ويتقاسم مع أقرانه حالة الفقر والعوز.
يمثل “مقلب القمامة” فرصة عمل مفتوحة للجميع، ومن يعمل هنا عليه أن يتحمل مضايقات الآخرين وخطر بعض المخالفات، هذا ما يراه أحد عمال المقلب، الذي قال في تصريحات لـ”إرم نيوز”: “قبل الحرب كان الذين يأتون للبحث عن المعدن والنحاس بعدد الأصابع لكن الآن هم بالمئات من مختلف الأعمار وحتى النساء”.
وأضاف: “مشهد محزن عندما يتجمع العشرات من الأطفال والشباب للبحث في الأكوام التي تصنعها حاويات المقامة، والتقاط الأشياء بأيادٍ عارية”.
ليست كل الأيام سيئة بالنسبة لحسام ورفاقه فقد يتلقط أحدهم شيئا ثمينا بين أكوام القمامة، التي تم جلبها من كل أحياء العاصمة صنعاء، ويذكر أنه ذات نهار وجد خاتما نسائيا اعتقد للوهلة الأولى أنه من النحاس، وعندما عاد به إلى والدته قالت له إنُه خاتم من ذهب.