تقرير : ظاهرة العشوائيات والعشوائية تغمر عدن وتهدد السلم الاجتماعي؟!

كتب : يوسف سعيد

عدن هذا المدينة التي تحتضن البحر والتي عرفت تاريخيا بالتنوع الثقافي والفكري والديني والعرقي والانفتاح على الاخر ومن كل الاجناس كمدينة “كزموبوليتية” تميزت أيضا بالتخطيط الحضري بمبانيها وشوارعها ومتنفساتها ومرافقها العامة المختلفة واحترام أهلها النظام والقانون وتوارث الناس هذه الطبائع وهذه الثقافة الراقية جيلا بعد جيل وورثوه ولذلك كان بمجرد ان ياتي الناس من خارجها ليقيموا فيها او بخثا عن العمل سرعان ما مايتكيفون مع ثقافة ومدنية وقيم هذه المدنية الساحرة.
اليوم ما يحدث هو العكس فجزء كبير من الناس نقلوا إليها ممارسات غريبة عن هذه المدينة المسالمة ليس فقط من خلال ظاهرة حمل السلاح ولكن أيضا في انتشار ظاهرة العشوائيات والعشوائية وعدم التقيد بالأنظمة والقوانين والقيم المدنية التي ميزت سكان هذه المدينة وفي أكثر من صعيد والدليل على ذلك الآتي :
1- انتشر البناء العشوائي غير المخطط وغير المرخص ليس فقط في أطراف المدينة ولكن أيضا في داخل المدينة بحيث اصبح البناء العشوائي يشوه ويخدش المنظر العام للشوارع والأحياء وفي كل مكان تقريبا في مدينة عدن ومن يقوم بهذا العمل للاسف ليسوا غرباء بل هم على الارجح أبنائها الذين كانوا يفاخرون يوما بمدنيتهم واحترامهم للنظام والقانون.
2-البناء العشوائي سد المتنفسات فهناك من بنى طابق او طوابق فوق مستوى المباني المجاورة وبذلك هذه الاعمال حرمت الأغلبية من الناس من الحصول على نسمة هواء منعشة كانت تاتيهم مع كل موجه من ساحل أبين الممتد الذي يحتضن مدينة عدن او من ساحل جولد مور او من منطقة الغدير وهكذا..
3- داخل كل حي وفي كل شارع قام الناس في البناء بجوار منازلهم وامدوا مساحة منازلهم بدون رخص رسمية والمصيبة ان هذه التوسعة او البناء العشوائي تم فوق فوق خطوط النقل و مراكز تحكم من أنابيب وكيبلات تابعة للخدمات العامة مجاري ‘ كهرباء، ماء، هاتف ” ومواقع ضخ المياه في حالة الطوارئ بما في ذلك المواقع المخصصة لتزويد سيارات الإطفاء بالمياه .
4- أصبح الربط العشوائي للكهرباء يتم مباشرة من أعمدة الإنارة وعلى نطاق واسع إلى الحد الذي يصل حجم الاستهلاك من الطاقة الكهربائية من خلال هذا الربط العشوائي إلى 40% من قيمة الطاقة الكهربائية المنتجة في عدن مما تسبب بالكثير من الحوادث “انفجار محولات الطاقة الموجودة في الأحياء بين الحين والآخر وضعف التيار الكهربائي الموصل رسميا إلى المنازل مما كان له أفدح الضرر على تلف الأجهزة المنزلية للمواطنين..
5- وقد وصل الأمر ان قام عدد كبير من الناس الأقوياء والأقوياء جدا ومع ظهور ضعف في ضخ المياه من مصادرها بأعمال حفر إلى أعماق أكبر بجانب منازلهم وتركيب مولدات في هذا العمق لضخ المياه الى منازلهم وشققهم من الأنبوب العام المشترك مما حرم ويحرم المواطنين الآخرين من الجيران من وصول المياه إلى منازلهم الاسابيع هذا الحال موجود في معظم أحياء عدن وأن أردتم امثلة “اخبروني سأقول لكم”.
6- إلى جانب العشوائيات انتشرت أيضا ظاهرة العشوائية من قبل السائقين حيث أصبح السير في الاتجاه المعاكس للسير شيء طبيعي وهو الامر تسبب بالعديد من الحوادث المرورية.
7-ليس ذلك فقط ولكن أيضا تم تكسير المصدات او الحواجز من قبل السائقين الجانبية التي تفصل خط عن آخر ” انظروا شارع عدن تعز وخط دار سعد – لحج الممتد من جولة ” دوار الكراع “
من أجل اختصار المسافة للعبور من اتجاه الى آخر 8-والمؤسف انه يتم فوق الأماكن المخصصة لزراعة الورود والأشجار الخضراء الذي خصص لاضفاء منظر جمالي للشوارع ” وهي المنطقة الخضراء التي تفصل خط سير عن اخر او شارع رئيسي عن آخر ولم يعد هناك من يكترث لأنظمة المرور و يتعرض رجال المرور بين الحين والاخر للاهانات من قبل السائقين مستخدمين الطرق وصل الحال في بعض الأحيان ان تعرضوا رجال المرور للضرب.
9-أصبح عدد الباصات الصغيرة المستخدمة في عدن من الضخامة ربما عددها يقارب ربع سكان عدن وتتكدس في الجولات ” الدوار”ممايتسبب بإعاقة فعليه للمرور في هذه المناطق وعلى جوانب الشوارع حيث تتوقف حركة السير لساعات.
هناك أشياء كثيرة لايتيح لي الحيز لتعدادها لكن من كان يتوقع أن تتحول مدينة عدن وتصل الى هذا المستوى المتردي الذي لايعير بالا للنظام والقانون واين المدنية والتحضر التي كانت تميز هذه المدينة .
أن مايحدث سواء كان تشويه ممنهج ومنظم او عشوائي و عشوائيات لمدينة عدن على كل الصعد و عدم احترام النظم والقانون هو شيء معيب لايرضى عنه كل ذي ضمير يكن الحب لهذه المدينة وهو وضع لا يخدش فقط الذوق العام ولكنه ايضا يهدد السلم الاجتماعي في مدينة عدن وبكل تأكيد ما يحدث من مظاهر وظواهر هو قبل كل شيء نتاج لغياب الدولة وفي غياب الدولة ومؤسساتها الأمنية وسلطة النظام و القانون فانه مهما كان مستوى التحضر تتحول الناس ربما إلى وحوش يتصرفون وفقا لرغباتهم و ينطلقون من وحي نزواتهم خاصة في ظل انتشار ظاهرة السلاح.
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com