حمى الضنك الأكاديمي

بقلم/عامر محمد الضبياني

لم يتأثر الموظف البسيط العادي بسبب إنقطاع الرواتب كما تأثر الاكاديميين بالجامعات الحكومية، اولئك من تركوا كل مجالات الحياة ووضعوا نصب اعينهم مؤسسات التعليم العالي ليمهنوا مهنة التدريس في الجامعات ويعطوها جل اهتمامهم، ليس لشيء الا لأنه أولا عملا مقدسا وثانيا مرتباتهم كانت كفيلة بجعل الموظف منهم (أستاذ مساعد وما فوق) يعيش حياة كريمة لا يحتاج فيها الى احد.
نعم عاشوا في رفاهية واعتمدوا على مرتباتهم لتحقيق ذلك، ولكن ما حلت لعنة إنقطاع الرواتب على الموظفين حتى بات الأكاديميين هم الشريحة الأكثر تضررا وضررا، لأسباب عديدة منها ما أشرت إليه مسبقا وهو اعتمادهم بشكل اساسي على الراتب، واستغنائهم عن بقية سبل كسب العيش وطرقه المشروعة في الحياة كالتجارة والعمل الحر با استثناء القلة منهم وخصوصا منتسبي كليات الطب والهندسة.
نعم انه ذلك القائد الأكاديمي الذي يفضل ان يسقط صريعا مستسلما للموت لا ان يسمع الآخرين اناته ومعاناته.. وسقط منهم فعلا عددا من الأكاديميين واصيب بعض منهم بنوبات وأزمات قلبية ولا زال معظمهم الان معرض للخطر في اقرب لحظة.. وليس هذا ما نخشى عليهم فالموت والحياة بيد الله والموت كما يقول البعض عز وشرف من المهانة والوضع المأساوي الذي وصل اليه الجميع.
ما نخشاه هو ان تجتاح حمى الضنك الأكاديمي جامعاتنا فتدمر نفسيات اساتذتنا وارواحهم فنجدها تؤثر سلبا على كل قراراتهم وتصرفاتهم.. الأمر الذي بدوره يهدد العملية التعليمية والطالب الجامعي باعتباره محورها الرئيس وعمودها الأساس، الذي من لأجله وجد كل هذا.. وبهذا تختلط المشاعر بالانفعالات، وتختفي الحكمة والصبر خلف موجات الغضب وتدهور الأوضاع المعيشية للموظفين.
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com