الزبيدي: قطر تدعم الإرهاب في عدن والمحافظات الجنوبية والإمارات تسعى لتأمين الممر المائي الدولي

المونيتور

أكد رئيس المجلس الانتقالي في جنوب اليمن عيدروس الزبيدي للـ”المونيتور” أن المجلس يقف إلى جانب التحالف السعودي في مواجهة الحوثي وصالح في شمال اليمن ونفى أي علاقة بين تأسيس المجلس وإقالته من منصبه كمحافظ لعدن. لا بل أكد أن فكرة تأسيس المجلس بدأت قبل عام. ولفت إلى عدم وجود أطماع إماراتية في جنوب اليمن، أو خلاف بين السعودية والإمارات حول القتال في اليمن. وشدد على أنه أول من أعلن أن قطر متورطة في دعم الجماعات الإرهابية في عدن وعدد من مناطق جنوب اليمن.

المقابلة مع عيدروس الزبيدي أجريت في 31 تموز/يوليو عبر البريد الإلكتروني بعد عودته من جولة خارجية له شملت السعودية والإمارات ومصر. حيث توجه إلى الرياض في 11 أيار/ مايو وألتقى ضباطا واطلعهم على ملف مكافحة الإرهاب وما حققته القوات الأمنية في عدن في هذا الجانب. بعدها توجه الزبيدي إلى أبو ظبي في 19 أيار/ مايو، وهناك التقى بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد وكبار المسؤولين في الدولة. ليتوجه من هناك إلى القاهرة في 24 أيار/ مايو ويلتقي الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد قبل أن يعود مجددا إلى الإمارات وبقي هناك حتى 3 تموز/يوليو.

المونيتور:   قمت بجولة خارجية شملت مصر والإمارات والسعودية، من التقيتم وما أهداف الزيارات؟

الزبيدي:   هدف زيارتنا كان اللقاء بقيادة التحالف السعودي وبحث مستجدات الأحداث والتطورات في الساحة الجنوبية، خاصة بعد إعلان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي. وقدمنا خلالها صورة واضحة عن المجلس وأهدافه ورؤيته تجاه كثير من القضايا، ومنها القضاء على الانقلاب (الحوثيين) ومعالجة القضايا التي يشكل حلها حلا للمشكلة الاجتماعية والأمنية في الجنوب. في زيارتي للسعودية ناقشنا مواجهة “الانقلابيين” وكيفية هزيمتهم وإفشال “المشروع الإيراني التوسعي” في المنطقة. والمواضيع نفسها بحثناها مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد وكبار المسؤولين في دولة الإمارات، كما تم بحث بعض المشاريع الإنمائية في جنوب اليمن.

أما زيارتنا إلى مصر فكانت زيارة خاصة، وقد التقينا الرئيس السابق علي ناصر محمد واستمعنا إلى رؤيته حول الأوضاع في الداخل وكيفية ترتيب البيت الجنوبي من أجل نيل الحرية والاستقلال. وبالمناسبة، ليس صحيحا ما يشاع عن معارضة الرئيس محمد لتشكيل المجلس الانتقالي، بل هو من المشجعين لهذه الخطوة. علما أن زيارتي للقاهرة لم يكن ضمن برنامجها لقاء مسؤولين مصريين. ونحن نخطط لزيارة القاهرة والتشاور مع قيادتها حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، فدور مصر محوري ولا يمكن الاستغناء عنه.

المونيتور:    كيف جاءت خطوة تشكيل المجلس الانتقالي؟ وهل للأمر علاقة بإقالتكم من منصبكم كمحافظ لعدن من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي؟

الزبيدي:   إعلاننا للمجلس الانتقالي مثل تتويجا لنضال مستمر منذ سنوات طويلة بهدف توحيد صف القيادة الجنوبية وإيجاد حامل سياسي عادل للقضية الجنوبية. ونحن دعونا قبل نحو عام لإنشاء كيان سياسي جنوبي أثناء تولينا منصب محافظ العاصمة عدن ومن يومها استمرت التحضيرات لإنشاء هذا الكيان حتى توجت بإعلان هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي. بمعنى، لا صحة لكل التأويلات التي تربط إعلان المجلس بمغادرتنا لمنصب المحافظ. أي أننا لم نؤسسه كردة فعل على ما جرى معنا.

المونيتور:   لماذا تدعم الإمارات تحركاتكم وتشكيلكم للمجلس الانتقالي لجنوب اليمن؟

الزبيدي:   موقف الإمارات الداعم لشعبنا هو موقف صادق ونابع من تاريخ هذا البلد الداعم للشعوب المستضعفة في مواجهة الظلم. والإمارات حين قدمت لشعبنا كل هذا الدعم السخي بالمال والرجال لم تكن تبحث عن ثمن أو مقابل، وليس لدينا ما نقدمه للإمارات حاليا سوى مشاعر الإمتنان. وهي تحظى بتقدير شعبنا الذي لا ينس مواقف من آزره وسانده في محنته.

المونيتور:   هل تؤسس الإمارات للبقاء طويلاً في الجنوب؟

الزبيدي:   الكثير من الأقاويل والشائعات تدور حول التدخل الإماراتي وبقاء قواتها في جنوب اليمن. الحقيقة أن دولة الإمارات تساعدنا في إعادة بناء الجيش الوطني، وتعمل على تأمين الممر المائي الدولي من خطر الإنقلابيين والجماعات الإرهابية. وهذا التوجه أولوية للعالم ولنا وللتحالف العربي والمنطقة.

المونيتور:    إذاً لا أطماع إماراتية بجزيرة سقطرى وميناء عدن؟

الزبيدي:  من يسوق لهذه “الترهات” هم من أوجعتهم انتصارات المقاومة الجنوبية والتحالف العربي. ما تقوم به الإمارات هو إعادة إعمار وتأهيل البنية التحتية في عدن وجزيرة سقطرى وحضرموت. ومن الطبيعي أن تقوم الجهات المعادية ببث مثل هذه الإشاعات المغرضة. والجنوبيون لن يقبلوا بأي شكل من الأشكال بالتفريط بأي حبة تراب من وطنهم وثق بذلك.المونيتور :  كيف تردون على من يقول إن تحرككم هو انعكاس الخلاف السعودي الإماراتي في وجهات النظر حول قضية الحرب في اليمن؟

الزبيدي:    لا يوجد خلافات أصلًا وليس في حساباتنا أن نلعب على وتر أي خلافات بين الأشقاء في دول التحالف العربي. ولعل الموقف الأخير الذي اتخذ في إدارة الأزمة مع قطر يؤكد حقيقة متانة العلاقة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وباقي دول التحالف العربي.

المونيتور:   ما موقفكم إذاً من الأزمة الخليجية الحالية؟

الزبيدي:    نحن كنا واضحين منذ البداية بأننا ضد الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها لأننا اكتوينا كثيراً من الإرهاب. وبالمناسبة نحن في عدن وبفضل دعم التحالف العربي ودولة الإمارات تحديداً وقيادة مدير أمن عدن اللواء شلال شائع والجنود وتكاتف المواطنين الجنوبيين تمكنا من هزيمة القاعدة وداعش وبقية المجاميع الإرهابية في ظروف عصيبة وفي فترة وجيزة. لذلك نحن أول من سجل موقف ضد قطر باعتبارها “متورطة” في دعم الجماعات الإرهابية في عدن والكثير من مناطق الجنوب المحررة.

المونيتور:   خطوة الإستقلال تحتاج إلى قرار دولي، ما هي الرسائل التي وصلتك من الخارج؟

الزبيدي:    بات العالم على قناعة تامة بأن الجنوب هو الشريك الأنسب في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود مع جيرانه وحفظ أمن المنطقة والممرات المائية الدولية وهناك ارتياح كبير أعربت عنه العديد من الدول والنتائج ستكون إيجابية بإذن الله.

المونيتور:  الممر المائي في البحر الأحمر، خط أحمر بالنسبة إلى مصر والغرب والخليج، وبالتالي لا يمكن أن تمر مسألة استقلال الجنوب اليمني قبل أن تسبقها اتفاقات واضحة؟ ماذا تقولون هنا؟

الزبيدي:    أثبت الجنوبيون أنهم خير شريك في حفظ أمن واستقرار هذه المنطقة. والبحر الأحمر يندرج ضمن ذلك، ومصر والعالم شاهدوا كيف أن الجنوب شريك حقيقي وفاعل وأمين في تأمين هذا الممر الدولي الهام. ونحن أيضا مستعدون للتعاون من أجل تأمين هذا الممر المائي من القراصنة واللصوص وأي أمر يمكن أن يكون محل شك من قبل المجتمع الدولي.

المونيتور:  المؤيدون للرئيس هادي وبعض الجماعات التي يقال أنها مرتبطة بالسعودية بدأت بالتحرك في عدن، وهناك اقتتال بين الحين والآخر وحتى في مطار عدن، كيف تفسرون ذلك؟

الزبيدي:    هي تبعات وتداعيات ما بعد الحرب حيث يكون من الطبيعي بروز العديد من الميليشيات المسلحة وعدن لم تكن استثناء. التحالف عمل منذ عامين على تطبيع الحياة في عدن من دون اللجوء إلى العنف وعبر تفاهمات توجت أخيرا بتسليم مطار عدن إلى إدارة أمن عدن. وهذه الحوادث الطبيعية يتم تضخيمها من قبل جهات معادية للجنوب والتحالف. بالنهاية نحن في حالة حرب.

المونيتور:   تقولون أنكم مازلتم ضمن التحالف العربي في الحرب اليمنية، هل يعني ذلك أنكم مازلتم تقاتلون في مناطق الشمال ضد قوات حركة أنصار الله والرئيس السابق علي عبدالله صالح؟

الزبيدي:   نعم لا يزال جنودنا في العديد من الجبهات كالمخا -في محافظة تعز- يقدمون التضحيات، كما يقاتل جنودنا جنبًا إلى جنب مع قوات التحالف في جبهات أخرى مثل كرش في محافظة لحج وبيحان في شبوه وغيرهما.

المونيتور:   لماذا يقاتل الجنوبيون في الشمال؟

الزبيدي:   لأننا جزء من قوات التحالف العربي وهناك أهداف استراتيجية لهذا التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، ونحن في المجلس الإنتقالي نساند التحالف لهزيمة “الانقلابيين” هو هدف أساسي ونحن شركاء فيه. ولا تنسى أن الانقلابيين هم من “غزوا” الجنوب وقتلوا ودمروا. ومن بين غاياتنا ضمان أن لا يتكرر الاعتداء على الجنوب من ذات القوى “المجرمة”.

المونيتور:   هل هناك إجماع من القيادات الجنوبية على خطوتكم؟

الزبيدي:   بالطبع هناك تأييد وارتياح لخطواتنا من قبل كافة القيادات الجنوب اليمني. وقد أعلن السفير قاسم عسكر جبران الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك في جنوب اليمن تأييد للمجلس الانتقالي، وكذلك الحال بالنسبة لمحافظ لحج ناصر الخبجي ومحافظ حضرموت أحمد بن بريك، ونائب الرئيس السابق علي سالم البيض.

المونيتور:   هل هناك أي اتصال بينكم وبين قيادات شمالية؟

الزبيدي:   ليست لدينا مشكلة مع أهل اليمن في الشمال والكثير من المثقفين في الشمال الشقيق يدعمون موقفنا وحق شعبنا في تقرير مصيره واستعادة دولته على أرضه بما يضمن حسن الجوار بين الشعبين الشقيقين.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com