القاعدة تضرب عنيفًا في أبين.. هل تفشل الحملة الأمنية في أبين مجددًا؟!

تقرير/صالح المحوري

توغّل انتحاري يقود مركبة مفخخة، الثلاثاء الماضي،في عمق تجمعات عسكرية للواء 103 في بلدة جحين، شرق محافظة أبين الجنوبية،قبل ان يسقط العشرات بين قتيل وجريح في الهجوم الأكثر كلفة حتى الآن للقوات الحكومية المنتشرة حديثًا هناك.

ومع صباح الثلاثاء هاجم انتحاري يقود مركبة مفخخة تجمعات لجنود من اللواء 103 المرابط مؤخرًا، في بلدة جحين قرب السلسلة الجبلية الأطول شرقًا،المحاذية لساحل البحر العربي إلى الشرق من زنجبار العاصمة.

وانفجرت المركبة بعدما تزايدت حشود جنود حكوميين قربها في تشابه واضح لإستراتيجية التنظيمات المتطرفة في ضرب أكبر عدد من الجنود مع حضور ضعيف للحذر الأمني لدى جنود الجيش الحكومي.
وقُتل في الحادث الدامي 7 ،فيما تصاعدت الحالات المصابة في التفجير حتى جاوزت العشرين، لكن حادث مروري لطقم عسكري نقل بعض المصابين، ضاعف الحصيلة البشرية من الضحايا.
وتبنى تنظيم القاعدة،الهجوم على تجمعات قوات الجيش الحكومي في منطقة جحين وقال ان احد رجاله ويدعى أبو صالح هاجم جنود من اللواء 103 وأسقط قتلى وجرحى في الاثناء ذاتها.
والحادث هو الأكثر كلفة حتى الآن والأول من نوعه بعد نقل قوات من اللواء 103 إلى منطقة جحين.
وبدأ ان تنظيم القاعدة رد مبكرًا هذه المرة بعد أسبوع واحد من تفعيل قرار حكومي بنقل قوات اللواء 103 إلى منطقة جحين التي كانت تضم من سابق مساكن للاجئين الافارقة.
هل ستفشل الحملة في أبين؟!
اثار الحادث الذي ضرب قوات الجيش في جحين إنتقادات واسعة من غياب التنظيم والإنتشار لدى قيادة اللواء المرابط هناك.
ومن جديد تبدو ملامح فشل الحملة الأمنية في أبين حاضرة،حيث الإستراتيجية العسكرية الهشه في نشر وترتيب الإنتشار والتأمين في المناطق المضطربة.
ويمضي هؤلاء مؤكدين ان غياب عملية الإتصال والمراقبة مع إفتقاد المواقع للتحصينات العسكرية عززت من نجاح العملية التي قادها تنظيم القاعدة شرق أبين.
ويرى محللون ان تأخر تفعيل جهاز المخابرات حتى الآن شكّل دافع رئيسي لعمليات التنظيمات المتشددة وأبقت على فشل القوات الأمنية مع إعتمادها على طرق بدائيه في الإنتشار والتأمين.
وأردف هؤلاء معتبرين ان عشوائية الجهات الرسمية في التعامل بحزم مع العملية الأمنية وخلق خطط ناجعة لتفادي الاخطاء السابقة خدمت الفصائل المتطرفة وأفصحت عن الخلل الكبير في منظومة عمل السلطات الرسمية.
ويعتقد مراقبون ان الفشل في الإستفادة من الاخطاء السابقة في الحملات الأخيرة، جعل تنظيم القاعدة يقود عمليات بدائيه، ومشابهة لتلك التي نفذها من قبل،مع الحضور الخجول والضعيف لقيادات الجيش الحكومي.
ومنذ نقل القوات الحكومية إلى منطقة جحين وتقدم بعضها صوب مديرية لودر في الشمال الشرقي،بدأ ان فشل الحملة الأمنية يفعّل حضوره مع إبقاء الوضع كما هو دونما جديد في عملية التأمين والإنتشار.
حينما أنتقلت تلك القوات لم توفر لها التحصينات العسكرية اللازمة خصوصًا في منطقة جبلية مثل جحين وأنفتاح المداخل المؤدية لها من البلدات والمناطق المجاورة.
ومع غياب الحذر الأمني وتدني مستوى الجاهزية الأمنية لدى الأفراد الذين لا يملكون الخبرة الكافية للتمركز في مواقع مضطربة،بدأ بوضوح ان قيادة الجيش الحكومي نفذت عملية النقل دون إستراتيجية واضحة وغياب للرؤية في العمل.
ويقول متابعون ان العشوائية التي تتسم بها عملية التأمين والإنتشار في جحين وبعض المناطق في أبين تعود بالأساس لغياب دور القيادة الفاعل في ترتيب إنتشار جنودها بشكل منتظم وحذر تفاديًا لأي عمليات معادية.
ومع غياب دور التوعية والنصح للجنود في أخذ مواقع مناسبة والتمركز بشكل سليم،لم يكن غريبًا رؤية الجنود يتخذون مواقع غير مناسبة تزامنًا مع تجمع أعداد كبيرة منهم قرب حواجز التفتيش وهو ما يشكل عملية إسناد في تنفيذ عمليات إرهابية بشكل أكثر ضراوة.
يقول سكان محليون ان على القوات الحكومية تفادي الاخطاء التي شابت عمل الحملات السابقة ودعم عملية المراقبة وتنظيم عملية التمركز العسكري.
ويضيف هؤلاء مؤكدين ضرورة تفعيل جهاز المخابرات وعملية الإتصال العسكري مع الوحدات القريبة المنتشرة ونشر  نقاط مراقبة حول الموقع العسكري.
ويقول سكان محليون انهُ يجب تقليص أعداد الجنود في حواجز التفتيش وخلق عملية فصل
بينهم تفاديًا للخسارة البشرية بشكل أكبر.
ويرى مهتمون ضرورة بناء تحصينات عسكرية في اللواء وعدم الأعتماد على طرق بديلة لا سيما في بعض المواقع المضطربة والتي تشكل تهديدًا لتواجد أي قوات حكومية.
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com