التحرك الأمريكي المشبوه في الجنوب
المشهد الجنوبي الأول/تقرير خاص
من الخطر الذي يواجه المحافظات الجنوبية من تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يعرف الجميع أن دعمه أمريكيا تمكنت المقاومة الجنوبية بمساندة قوات التحالف لها من دفع بعض الأضرار وطرد بعض العناصر الإرهابية من مدينة المكلا وبعض المدن الجنوبية .
ولكن عندما رأت الولايات المتحدة جدية المقاومة الجنوبية وصمودها لمواجهة تنظيم القاعدة وطردها من الأراضي الجنوبية كما أحست بنهاية مصالحها التي يمكن أن تنفذها القاعدة ايضاً, سارعت بدفع قواتها الى المدن الجنوبية الهامة لتحل محل عناصر التنظيم حيث ابتدأت بارسال مايقارب 200 جندي أمريكي الى المكلا يوم الأربعاء الموفق 4-5-2016م محملة بعتادهم الضخم كما أرسللت الى قاعدة العند 24 طائرة حربية يوم الخميس الموافق 5-5-2016م وعززت القاعدة ايضا ب100 جندي أمريكي من قوات المارينز يوم السبت الموافق 7-5-2016م واقتربت بوارجها من خليج عدن لتعيد المسرحية التي كان يلعبها تنظيم القاعدة في المدن الجنوبية بشن عملياتها الإرهابية بسفك الدماء وزعزعة الأمن والإستقرار فيها والإستحواذ على مصادرها النفطية خصوصا في ميناء المكلا.
وفي نفس المسار الذي تسير فيه الولايات المتحدة الأمريكية لإحتلال البلدان العربية كما فعلت في العراق وليبيا وايضا حولت افغانستان الى بلد للإرهاب ستلعب دورها حاليا في الأراضي الجنوبية , لاننسى أن المفخخات والحرب الأهلية التي زرعتها في العراق لم تنتهي الى الآن ونفس الهدف الذي قاد الأمريكان لإحتلال العراق النفطي هو الهدف الذي يقودها الآن الى احتلال المدن الجنوبية النفطية.
وزعت جنودها في ميناء المكلا النفطي أكبر ميناء جنوبي لتصدير النفط وفي ميناء شبوة الذي يمثل المنطقة الغازية للجنوب وفي قاعدة العند حيث تعتبر المركز الرئيسي للقوات الجنوبية, بهذا يتضح هدفها لكل الجنوبيين الذين اعلنوا رفضهم المستمر لهذا التدخل بغض النظر عن المشاكل الداخلية فهم يعلنوا أن لامقام للأمريكان على أراضيهم.
حقيقة أن قوات التحالف ساندت المقاومة الجنوبية في طرد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي بعيداً عن هدفها ومصلحتها التي تحارب القاعدة من أجلها ولكن لا يسمح أبناء الجنوب لقوات التحالف باستدعاء القوات الأمريكية كما فعلت في العراق فالجنوبين بعزيمتهم وشجاعتهم وبفضل جيشهم لديهم القدرة على حماية أراضيهم من تنظيم القاعدة .
وتعد أهداف الولايات المتحدة بإرسال قواتها الى اليمن ليس محدودا، في الإستيلاء على ميناء المكلا وشبوة فحسب كما فعل تنظيم القاعدة فالمشروع الأمريكي للسيطرة على باب المندب وخليج عدن اللذان يتحكما بالتجارة العالمية بين الشرق والغرب هو هدف أساسي فهي تسعى لهذا الهدف منذ زمن طويل والصراع العالمي على ذلك لم ينتهي الى الآن , فعندما قررت الولايات المتحدة السيطرة على هذه المناطق الإستراتيجية دعمت عناصر التنظيم للسيطرة على المدن الجنوبية لتجعلها ذريعة وحجه لدخولها .
من نفس المنطلق ونفس المسار يوجد تخاذل وتراخي من قبل دول التحالف وعبدربه منصور هادي في هذا الأمر وموافقتهم على ذلك يعد جريمة بحد ذاتها لم يغفرها لهم الجنوبيين , ولذلك يحملهم أبناء الجنوب كل المسؤليات حول مايحدث في الأراضي الجنوبية حالياً.