أوروبا توقف إصدار عملة الـ”500 يورو” .. وداعش السبب
المشهد الجنوبي الأول/متابعات
حرمت الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، الأوروبيين من أعلى فئة نقدية لديهم، فقد أعلن البنك المركزي الأوروبي انه سيتوقف عن انتاج واصدار اوراق نقدية من فئة 500 يورو على خلفية “مخاوف من ان تسهل هذه الاوراق القيام بانشطة غير قانونية” بحسب فرانس برس.
وقال البنك في بيان ان مجلس حكام المؤسسة النقدية “قرر التوقف في شكل دائم عن انتاج اوراق نقدية من فئة 500 يورو”، لافتا الى ان الاوراق المتوافرة اصلا “يمكن مواصلة استخدامها” كعملة نقدية.
جريمة “500 €” أنها تسهل على التنظيمات الإرهابية نقل الأموال التي توظفها في عملياتها والتي تضمن بقاء تهديداتها، لأن تلك الفئة النقدية تقلص حجم الأموال المنقولة نظراً لارتفاع قيمتها، ما يساعد تلك التنظيمات على تورية أنشطتها المالية غير المشروعة بحسب “وول ستريت جورنال”.
وقد يطال هذا الإجراء أيضا ورقة 200 يورو التي تعتبر عالية القيمة مقارنة بفئات عملات دولية رئيسية أخرى كالدولار، إذ من المنتظر أيضاً أن تتم مناقشة مقترح آخر بإيقاف طباعتها وكانت لجنة داخلية في المركزي الأوروبي قد تقدمت به.
لكن، حتى إن تم تبني المقترح اليوم، فذلك لا يعني اختفاء ورقة 500 يورو على المدى القريب، إذ من المتوقع أن يظل تداولها قانونيا حتى تكتمل عملية سحبها من الأسواق وطباعة الأوراق الجديدة، ما قد يستغرق بضع سنوات. غير أن الأفراد بإمكانهم استبدال الورقة النقدية بفئات أخرى لدى فروع البنك المركزي ضمن منطقة اليورو.
وكانت اللجنة الأوروبية قد فتحت خلال العام الحالي جبهة جديدة ضد الإرهاب، ليس عسكرياً، بل على مستوى تجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية. وخلال الأشهر الأخيرة، أجرى الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي تحقيقات بشأن دور فئة 500 من العملة الأوروبية التي تعتبر الأعلى قيمة ضمن الفئات النقدية المتداولة داخل منطقة اليورو، في تسهيل نقل الأموال وتخزينها من قبل تنظيمات على رأسها “داعش” في الشرق الأوسط، إذ رصدت طلباً كبيرا على هذه الفئة النقدية من قبل التنظيم، نظرا لما يميزها من ارتفاع في القيمة وخفة في الوزن، الأمر الذي قاد الأوروبيين لدراسة إمكانية إيقاف طباعتها، وفقاً لما اطلعت عليه “العربية.نت” في تحقيق حديث لمجلة “فورين بوليسي”.
وشكل الحد من أنشطة التنظيمات الإرهابية المالية عبر محاربة نقل أموالها غير المشروعة عبر النظام البنكي الإلكتروني، خطوة أولى في هذا الاتجاه، وذلك بفرض إجراءات ومعايير جديدة على سائر النظام المالي العالمي.
وبعد تلك القيود باتت “المدرسة القديمة” في نقل الأموال “الكاش” الأسلوب الأكثر أماناً لتلك التنظيمات الإرهابية، غير أن ضخامة الكميات المنقولة يشكل عائقاً أمامها إذا ما تحدثنا خاصة عن تنظيم “داعش” الأغنى على الإطلاق ضمن الجماعات الإرهابية، بعد أن مكنته عمليات بيع النفط السوري الذي ينتجه في المناطق الخاضعة لسيطرته خاصة في شرق البلاد، من تحصيل موارد ضخمة تقدر بـ 40 مليون دولار شهرياً، فضلا عن عملية السطو على بنك الموصل التي أمدته بملايين الدولارات، وما يدره الاتجار بالبشر والآثار وعمليات الابتزاز والضرائب المفروضة على السكان الواقعين تحت هيمنته في كل من العراق وسوريا، من مداخيل هائلة.
وقد لا ينتج عن الخطوة الأوروبية الجديدة قطع تام للطريق أمام أنشطة نقل الأموال الخاصة بالتنظيمات الإرهابية، لكن من شأنها أن تجعل من تلك العمليات أصعب على المستوى اللوجيستي، كما أن كبر الكميات المنقولة بفئات نقدية أقل قيمة سيسهل على السلطات الكشف عنها.
فعلى سبيل المثال، لنقل مبلغ مليون دولار مكون من فئة 500 يورو يلزمك حقيبة يد صغيرة، وفقاً لدراسة أعدتها جامعة “هارفرد”، لكن إذا استبدلت نفس المبلغ بأوراق نقدية من فئة 100 دولار، فسيلزمك حينها حقيبة جلدية من الحجم المتوسط، والحال يختلف تماماً إذا ما تحدثنا عن مبلغ مليون دولار من فئة “20” إذ سيحتاج المبلغ حينها لأربع حقائب!