لماذا يصر بن دغر على الاستغباء المهين لشعبه؟

المشهد الجنوبي الأول |بقلم ..ماجد الداعري

يصر بن دغر على الاستغباء المهين للشعب اليمني ويبدي بالمناسبة إهتماماً حكوميا مثيرا للشفقة والاستغراب معا في محاولاته الملحة استغباء البسطاء من أهالي  عدن والجنوب عموما،بزعمه تمكن حكومته ‘الخارفة’ من حل مشكلة الكهرباء ومحاولته اللعب على أوجاع الناس ومخاوفهم من حر الصيف المقبل  في ظل الوضع المتدهور بشكل غير مسبوق بمستوى عجز الكهرباء وفشل كل المطالبات  الشعبية بإيجاد  حل ناجع لها و لعودة كل الخدمات  الحكومية و في مقدمتها الكهرباء والماء والمرتبات والقضاء وأقسام  الشرطة.

 ولذلك يحرص بن دغر على الظهور الإعلامي من تحت مكيفات قصر إقامته بجمهورية المعاشيق اللا إنسانية بمظهر رجل  الدولة المسؤول وهو يتحدث بلغة الخليفة الوطني الإنساني المستشعر لهموم شعبه وحاجات رعيته،فتجده تارة وقد حل مشكلة صرف  المرتبات واوصلها إلى كل المحافظات بمافيها معقل الانقلابيين بصعدة عبر حوالات مصرف الكريمي اكسبرس قبل أن يتناسى كذبته هذه بحديث آخر يتهم فيه الانقلابيين تارة برفض تسليم حكومته الشرعية الموقرة كشوفات صرف مرتبات الموظفين وتسليمها كشوفات مزورة عبر الأمم المتحدة وتارة أخرى بزعمه أن حكومته غير قادرة على الايفاء بسيولة مرتبات كل الموظفين مالم يسلم الانقلابيين موارد المناطق الخاضعة لسيطرتهم   إلى البنك المركزي التابع لحكومته التي لاتمتلك حتى نسخة من كشوفات صرف مرتبات موظفي الجمهورية.بينما قامت بكل واجباتها  ومسؤولياتها  الوطنية تجاه الشعب بدء بتوفير وطباعة سيولة مالية ومرورا بحل ازدواجية وتجاوز كافة مشاكل صرف المرتبات وانتهاء بتوفير الخدمات وإيجاد حل لمشكلة الكهرباء بعدن وماحولها وتفعيل عمل كافة المؤسسات الحكومية.كما قالها بالنص وبكل وقاحة متوحشة في إحدى لقاءاته الوهمية بعدن الأسبوع الماضي.

ولم يكتفي بن دغر بهذا المستوى من الكذب المفضوح والاستغباء المهين للشعب اليمني الصابر على ويلات حكومته والقابض على جمر آلامه ومآسي عامين من الحرب والقتل والدمار ومعاناته المستمرة مع عجز حكومته وفشلها المزري في القيام بأدنى واجباتها وأساسيات عملها ومسؤولياتها القانونية والاخلاقية واجباتها الوطنية تجاه شعبها المكلوم بمصائب وويلان الحرب وآثارها  المدمرة من جهة وفضائح العجز والكذب والفساد الصادم لحكومته من جهة أخرى خاصة مع استمرار معاناة غالبية الشعب اليمني مع الجوع المتربص بقرابة 17 مليون بمني كما هي الإحصائيات الأممية  وفي  ظل تواصل حرمان غالبية موظفي الدولة الى اليوم من مرتباتهم وافتقارهم للأمن والعدالة والغالبية العظمى من الخدمات الحكومية المختلفة مع استمرار غياب الدولة ومؤسساتها المدمرة حربا وعجزا وفسادا .

مع كل هذه المآسي المخجلة لم يكتفي لن دغر وحكومته بهذا الحال بل وصل به الأمر مؤخراً إلى قطع الوعود بإنشاء مشاريع وطنية عملاقة وإستراتيجية غير مسبوقة باليمن منها القطارات ومحطات الكهرباء والجامعات التخصصية وإنشاء كليات جامعية جديدة ذات تخصصات علمية حديثة مواكبة لروح العصر وحاجة السوق وفي الوقت الذي يدرس فيه أكثر من 200طالب في قاعة بدائية واحدة بأعرق  وأهم كليات جامعة عدن.

ولعل من أبرز ما أشغل ‘شقاة الإعلام المشفر’لحكومة بن دغر في الأسبوعين الجاري والمنصرم كان تسليط الضوء على توجيه لرئيس حكومة الانقلابيين بن حبتور بشراء سبع سيارات لوزراء بحكومته في صنعاء وتعدد رتب  ووظائف بعض مسؤولي الحوثي وغيرها من الاتهامات التي يحاول من خلالها أولئك ‘المتفهلوين،الأغبياء والمفسبكين المسترزقين بشرف مهنة الإعلام وقدسية رسالة السلطة الرابعة، أن يظهروا الانقلابيين الجياع المتصارعين والذين يلفضون أنفاسهم الأخيرة وكأنهم فعلا مايزالون في أوج  تحالفهم وقوة وحدتهم وبأنهم مايزالون يوجهون بشراء سيارات واصدار تعيينات جديدة وان مايزال في حوزتهم مبالغ مالية تقدر بالمليارات سائبة  للنهب وبالتالي يزيدهم قوة ويمنح  الآخرين ثقة أكبر بأنهم الحكومة الفعلية المسيطرة والحاكمة  للبلاد وليس حكومة شرعية العجز عن إدارة  مؤسسة حكومية واحدة بمناطق سيطرتها وخاصة  وان تلك الحكومة المليشياوية تمارس سلوك  واخلاقيات الدولة أفضل مقارنة بفشل وكذب وعجز  حكومة بن دغر وخاصة بالنظر الى بعض تصرفاتها وسلوكياتها في التعامل مع قضايا مطلبية شعبية محقة منها مايتعلق بوقف مرتبات موظفي المناطق الشمالية ممن لاحول لهم ولاقوة بالانقلابيين بحجة حداثة توظيفهم وصرفها جنوبا لأكثر من 200الف  مجند وهمي ممن تم تسجيلهم بنظام الدفع المسبق والمحاصصة الشخصية بين بعض القيادات الوهمية الجنوبية وفي وقت تم فيه مع الأسف، حرمان وإهانة الكثير من الضباط والمجندين الجنوبيين السابقين وتطفيشهم بلجان صرف وهمية تتعمد  اهانتهم بطوابير عبثية في أماكن سرية متنقلة بهدف إجبارهم على المغادرة أما للبيوت او الى صنعاء للمطالبة بمرتباتهم ومنها إلى جبهاتهم انتقاما لأنفسهم وكرامتهم التي اهانها اطفال عسكر حماية لجان صرف الوهم التابعة لميسري الزراعة وحالمي النقل التي تماطل  وتتهرب إلى اليوم من صرف مرتبات  شهر 11مت العام الماضي  بعد أن قررت إضافة  الراتب  لشهر12لدى المئات من المجندين  الذين قضوا  أشهر و أسابيع في الطوابير حتى وصلوا اليها  ليسمعوا كلام تم اضافة راتبك على شهر 12وروح مع السلامة على أمل أن تذهب تلك المرتبات الى نظام التقاسم والمحاصصة الحقيرة. وفي الوقت الذي يخرج فيه بن دغر بكل وقاحة  على الآعلام ليعلن  استكمال حكومته عملية صرف  المرتبات  وحل كافة  الإشكاليات  والتجاوزات.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com