أسرى الجنوب في سجون صنعاء واقع ومآساة وتواطئ مستمر – تقرير

المشهد الجنوبي الأول/ متابعات

تركوا البيت والأهل والأبناء وقالوا : إذا ضاع الوطن مافائده الحياة ، بين حنين اللقاء ولوعه الفراق وعنجهيه إحتلال حرمهم طعم الحرية والأمان ، قضيتهم ليست بالشيء الذي يستهان به ، حيث إن الحديث عنهم وعن معاناتهم في السجون تزيح كربه صغيرة من الكرب الكثيرة التي يعيشونها .

الحديث عن قضية الاسرى الجنوبيين المنسيين في سجون صنعاء والتي تقابل بالصمت الرهيب في كافه المحافل الدولية ، صمت عن إعتقال أحلامهم قبل أجسادهم ، عن سنين عمرهم التي يمضونها خلف القضبان ، لا لجرم اقترفوه سوى أنهم دافعوا عن كرامه شعبهم وحرمه أرضهم الطاهرة من الإعتداءت السافرة للقوات الحوثوعفاشيه .

الاسرى جزء أصيل من شعب الجنوب ولكنهم يتواجدون في مكان بعيد عن الأرض والاهل كبلت حريتهم وأصبحوا في أرض العدو فلا هواء صالح يتنفسونه أوحياة يعيشونها ، بل يعيشون كابوس مزعج تتحطم فيه أحلامهم ولكن مايدعوهم للصبر هو يوم الرجوع لأرض الوطن ولرؤيه الاهل والاحباب .

أسرى حرب 1994م :

منذ العام المشئوم 1994م هناك أسرى لايزال مصيرهم مجهولا ولاتوجد صورة واضحة تكشف ماذا حدث لهم ؟؟

ويخيم صمت رهيب على مصير هذه الأسماء المفقودة منذ وقت طويل 23عاما مضت ، ونحن نعرف جيدا أنها ليست قضية بل أنها جريمة بكل ماتعنيه الكلمه من معنى ، ليست في حق هؤلاء فقط بل في حق الإنسانية جمعاء ، ان الصمت حول الاسرى والمفقودين يدعوا للريبه ولفقدان الامل في ان هؤلاء الاسراء لايزالوا أحياء .

هذه الجريمة التي تحتاج لضغوطات دولية قوية لمعرفه مصيرهم ، وهذا مانفتقر إليه في ظل التجاهل المتعمد تجاه أي قضيه تخص الجنوب سوى تجاهل أقليمي أو دولي فجميعها تصب ضد شعب الجنوب وقضاياه المصيرية ، ومن أسرى 1994م قادة وضباط عسكريون وقيادات ميدانية لها ثقلها ، والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا !!

ماهو مصيرهم ؟؟

هل هم أحياء .. أم هم تحت الثرى ؟

ومن سيتكفل بإثارة قضيتهم والتعاطي الجاد معها وإثارتها امام المنظمات الدولية بشكل قوي وفعال مثلما يفعل العالم المتحضر ؟

 

أسرى حرب 2015م :

مع الذكرى الثانية لحرب 26مارس 2015م يقبع في سجون صنعاء الكثير من أبناء الجنوب الذين تم آسرهم في الجبهات أو تم أختطافهم عندما كانت المعارك دائرة في عدن وباقي المناطق الجنوبية ، رجال أختفوا ولاتعلم عنهم آسرهم شيئا إلى اللحظة ويعتبروا من المفقودين الى وقتنا الراهن وفي محاولات بسيطة حصرت بعض الأسماء وبعضها الاخر يظل مفقودا .

اسرى لهم كل الحق أن نتابع كل أخبارهم واحوالهم وان تثار قضيتهم وان لايبقوا منسيين ، ومن خلف قضبان الظلم تطل وجوه قدمت للجنوب الحياة والنصر مقابل اعتقال حريتهم ، فقوبلت تضحياتهم بالاهمال والنسيان المتعمد من قبل سلطات الشرعية التي لاتعطي أي اهتمام لمثل هذه القضايا الكبيرة .

وتظل حقوق الانسان مغيبه عن الاسرى في سجون صنعاء في ظل ظروف اعتقال سيئة ومعاملة قاسية وتعذيب جسدي ونفسي ومعاناه طويلة من الحرمان والتغييب المتعمد لا لشيء سوى انهم يحملون هوية الجنوب العربي .

أسماء الاسراى :

     ناصر علي ناجي مثنى الليث – الضالع – الشعيب
    علي محمد أحمد مثنى البيشي – الضالع – الأزارق
    هاشم توفيق أحمد باحميش – عدن – الشيخ
    علي الخضر علي حيدرة، أبين – الوضيع
    أحمد عبدالله أحمد سالم أبين – لودر
    عبدالله محمد أحمد سالم – أبين – لودر
    صالح أحمد منصور علي – أبين – لودر
    محمد صالح علي المسعودي – أبين – لودر
    متعب أحمد علي الوليدي، أبين – لودر

10-صديق قاسم صالح عبدالله ، أبين – لودر
11-هاني عبدالنبي محمد الكوري، أبين – لودر
12-عبدالله صالح مسهر الجعري، أبين
13- عبدالرحمن محمد صالح شيخ، أبين – لودر
14- أحمد صالح حسين برقي أبين – لودر
15-حسن أحمد قاسم عمر، أبين – مكيراس
16-علي ناصر محمد معجم، أبين – مكيراس
17-عبدالرحمن حسين مرفد، أبين – لودر
18-سعيد منصور علوي شيخ ، أبين – الوضيع
19-أحمد سالم سعيد المحوري، أبين
20-حيدرة محمد أحمد المحوري، أبين – الوضيع
21-أحمد سالم الحمزة علي، أبين – الوضيع
22-محمد عوض سالم بامفتاح، عدن – خورمكسر
23-معاذ عبدالله حسين عبدالنبي، عدن – الشيخ عثمان
24-جبران طه أحمد علي الفقيعدن – الشيخ عثمان
25-مروان علي محمد أحمد الزبيدي ، عدن – الشيخ
26-عبدالله داؤود أحمد حسين البيضاني، عدن – كريتر
27-فؤاد علي قاسم محمد، عدن – الشيخ عثمان
28-محروس عبدالله صالح محمد، عدن خورمكسر
29- ناصر حسن عبدربه ملح، شبوة – بيحان
30-أحمد عبدالقادر أحمد الباني، شبوة –بيحان
31-فريد صالح أحمد الغدراء، شبوة – بيحان
32-صلاح علي ثابت محمد، لحج – طورالباحة
33- أنس سعيد طع ثابت، لحج – طورالباحة
34-خليل صالح محسن مانع، الضالع – الأزارق
35-مختار علي سالم سعيد بامؤمن ابين
36-يحيى أحمد محمد علي اليافعي – لحج
37-سعيد صالح أحمد سعيد المسافري – لحج
38-عبدالله صالح محمد عبده الحداد – لحج
39-حسين صالح عبدالله باهادي – لحج
40-عبدالله محمد الفقيه – أبين
41-الخضر أحمد مشطل – ابين
42-أديب حسن عبدالله علي الفضلي – أبين
43-علي محمد عقيل الجويل أبين
44- أحمد صالح البركاني  – أبين
45-علاء الدين أحمد محمد المحري – عدن- المنصورة
46- عمرو أحمد محمد المحرزي عدن – المنصورة
47-حسن محمد عبدالله صالح – الضالع – الشعيب
49-أحمد حسن الشرفا – أبين – الوضيع
50-عارف عبدالله منصور – أبين – الوضيع
51-محمد صالح أحمد هادي  – أبين – الوضيع
52- ناصر صالح أحمد هادي  – أبين
53- محمد ناصر محمد منصور جابر – أبين – الوضيع
54-عبدالله صالح عوبل – أبين – الوضيع
55- وحيدر محمد منصور عبادي – أبين – الوضيع

احمد العبادي المرقشي عميد الاسرى الجنوبيين :

وفي صنعاء هناك روح اسد معتقل ، أسد جنوبي حر يحلم بالحرية منذ اعتقاله، صاحب الإرادة القوية الفولاذية التي لاتضعف أو تنهزم ، إنسان واجه ظلمهم وجبروتهم بقوة قلبه وإيمانة الخالص بقضيته وعدالتها ، صموده الجبار سيكتبه التاريخ وتقراءه الأجيال القادمة ، ان الجنوبي مهما قست عليه الدنيا لاينهزم أبدا فقوته مصدر ثباته .. أني أتكلم عن عميد الاسرى الجنوبيين الشهيد الحي احمد عمر العبادي المرقشي ، وجه الكرامة الجنوبية وعنوانها الصادق وروحها الحية وصاحب الشرف والمبادى والرساله الحرة الأبية .

    احمد العبادي المرقشي من مواليد 1963في في قريه زاره في لودر محافظة ابين
    تعلم الابتدائية والاعدادية في مدرسه ناجي عبود ، وثم انظم إلى كتيبه الردع للمشاركة في الدفاع العربي في العام 1982م في لبنان .
    عمل في المؤسسة العامة للنقل البري في عدن وأصبح عضوا نقابيا في اتحاد عمال جمهوريه اليمن الديمقراطيه الشعبيه .
    من اعماله انه خرج في عام 2006م مع الرافضين لنبش قبور الشهداء في مقبرة خورمكسر ، وكان ضمن المعتصمين في المقبرة لاكثر من شهر ، أعتقل في سجن البحث الجنائي مع عدد من قيادات ونشطاء المجتمع المدني .
    شارك في اللجنة التنظيمية لأول فعالية للحراك الجنوبي في ساحة العروض بخورمكسر 7يوليو2007م .
    عمل في حراسه مبنى دار الأيام في صنعاء حتى تم اعتقاله في فبراير 2008م  آثر اتهامه من قبل سلطات صنعاء باستخدام السلاح لمنع الامن المركزي من احتلال دار الأيام .
    تعرض للتعذيب واعتبرت منظمات حقوقية عربية ودولية ان اعتقال المرقشي كان اعتقالا سياسيا .
    يعاني من الكثير من الأمراض جراء تعرضه للتعذيب وحكمت محكمة صنعاء عليه بالاعدام في 29يناير 2014م .

وسلطات صنعاء تقوم بمضايقته بشكل مستمر وسحب مقتنياته ، مما دعاه مرات كثيرة للإضراب عن الطعام ومناشدته للمنظمات الحقوقيه لدعمة وانصافه والوقوف بجانبه ليحصل على أبسط الحقوق التي تحرمه منها سلطات صنعاء باساليبها التعسفيه المهينة

قضية المرقشي هي قضية وطن .. قضية تعيش في وجدان كل جنوبي ومن حق عميد الاسرى ان ينال حريته ؟ فمتى يتحرر ؟؟

حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية :

من مضمون إتفاقية جنيف لمعاملة الاسرى 21اكتوبر 1950م وحقوق الانسان بشكل عام لابد من معاملة الاسرى معاملة إنسانية وحمايتهم من التعذيب وإنتهاك حقوقهم ، وان لايتعرضوا للإيذاء البدني أو الاضرار التي تلحق بالصحة الجسدية والنفسية ، فذلك القدر الزائد عما تتضمنه العقوبة السالبة للحرية لان الآسر ودخول السجن بحد ذاته يتضمن أضرار تلحق بالصحة الجسدية والنفسية للمسجون .

ونوع آخر من الحقوق هو حق المسجون في ظروف معيشية مناسبة ( كمكان السجن –ومساحة الزنزانه ونظافتها والاضاه الخ ) ، وتجنب السجين للحبس الانفرادي لما يسببه من عزله سمعيه وبصرية حيث ان الصمت يخيم بشكل مطبق على الزنزانه الفردية فيكون ذو أثار سلبية على المعتقل .

    حق الرعاية الصحية : ويعد واحد من أهم الحقوق التي تشملها المواثيق الدولية والتي لاتجد لها على ارض الواقع أي تطبيق .
    الحق في الاتصال بالعالم الخارجي جزء ضروري ومهم ولكن الواقع الفعلي يوضح صعوبة الاتصال .. وقصر مده الزيارات والرقابه على الاتصالات والمراسلات .
    حق الاضراب عن الطعام : يعد الاضراب واحد من اهم مظاهر إعتراض المحتجزين على الانتهاكات التي يتعرضون لها وهو الوسيلة الوحيدة التي تمكن المسجون من التعبير عن رأيه .

وبحسب المادة (13) من إتفاقية جنيف ( يجب معاملة اسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات .. ويحظر ان تقترف الدولة الحاجزة أي فعل او اهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها .. ويعتبر انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية وعلى الأخص لايجوز تعريض أي اسير للتشوية البدني ويجب حماية الاسرى في جميع الأوقات ضد جميع اعمال العنف والتهديد وتحظر تدابير الاقتصاص من أسرى الحرب) .

لكن سلطات صنعاء تعمل على جعل الوضع للأسرى صعبا ، والانتقال من زنزانه لأخرى فيعانون حياة قاسية في صنوف من التعذيب الجسدي والنفسي ( كالجلد والخنق بالماء والصعق بالكهرباء واطفاء السجائر على الأجساد والضرب المبرح بأعقاب البنادق وإطلاق الرصاص الحي المباشر عليهم أثناء الإحتجاجات وتعرضهم للسب والشتم والاهانه ومنهم من يموت جراء تعرضه للتعذيب ، أعمال وحشية وهمجيه يتعرض لها أسرانا ومعاناه لاتنتهي في ظل تجاهل تام لحقهم في المعاملة الإنسانية ، فالحقوق تنتهك والاختراقات كثيرة والاتفاقات لاتطبق مع سلطات احتلال لاتعترف بالقوانين والنظم واللوائح .

معاناه عائلات الاسرى :

ان هذه الاسر تعيش معاناه أولادهم وذويهم ولايملكون الا الدعاء والوقفات التضامنية والمناشدات وصرخات الاستغاثه والمحاولة الفردية للوصول لإبنائهم وكسر حاجز الصمت عنهم .. وكم هي كبيرة تلك المعاناه النفسية والماديه التي تتكبدها الاسر بدا من القيام بإستخراج تصاريح الزيارة واستلامها ثم القيام بالزيارة .. فالمسافه كبيرة والخطر أكبر فهم معرضون للأختفاء والاختطاف ، وماأقسى درجات الحسرة والالم والانطواء والعزلة التي يعيشها أبنائهم .

فكم من أب وأخ وابن يعودون حاملين الهم والتعب والالم ومشاعر اليأس والعجز وعدم القدره على التفكير، وأم لاتستطيع رؤيه فلذه كبدها ومافعل به الاعتقال وزوجة مكلومة يعتصرها الألم بفقدان شريك حياتها وحامل المسئووليه عنها ، وأطفال تكاد ان تصبح صورة الاب ممحوه من ذاكرتهم .

ولاننسى معاناه الاسر في  تدبير ونقل المال البسيط لإبنائهم الذين يتضورون جوعا وان وصل ذلك المال الضئيل فان حراس السجون في صنعاء يأخذون نصف المبلغ المرسل .

أعداد الاسرى في تزايد فكلما زادت حده المواجهات في جبهات القتال الدائرة يقع جنود جنوبيين في دائرة الأسر والمخا خير مثال على ذلك ، ولابد من التفكير بعقلانية وحكمة والحد من الوصول إلى الأسر والموت العبثي .

ويظل السؤال

مامصير أسرى الجنوب في سجون صنعاء ؟؟

والسؤال الاخر هل هنالك جهه بعينها تتابع قضايا الأسرى والمفقودين والمخفيين قسرا ؟

لانعتقد وجود ذلك للأسف الشديد .. وليل وظلم إلى متى يازمن القهر والإحباط

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com