إعمار عدن .. أكثر الملفات جدلا في اليمن بعد مرور أكثر من عام على الحرب

منذ شهر أكتوبر من العام الماضي طفى ملف إعادة إعمار ما خلفته الحرب في مدينة عدن جنوبي اليمن الى السطح ، وتناوله العديد من المسؤولين اليمنيين على إعتبار أنه أحد اولويات الحكومة اليمنية كون العشرات من الأسر لازالت حتى اليوم من غير مأوى بعد تهدم منازلهم .
.
وعقب مرور مايقرب من 10 أشهر على إنتهاء الحرب في عدن ، لازالت المدينة كما هي عليه دون أي تغيير ، حيث أن معظم المرافق الحكومية مغلق بسبب ما طالها من دمار ، و نحو 6 ألف منزل مدمر بشكل كلي وجزئي ، ناهيك عن الفنادق والطرق الرئيسية والمباني العامة التي باتت أطلالاً ينعق فيها الغراب .
.
تصريحات كثيرة اطلقها مسؤولين بمن فيهم وزير الأشغال العام المعين من قبل هادي المهندس وحي أمان الذي قال في مطلع مارس / اذار الماضي أن عملية إعادة إعمار عدن ستبدأ خلال الأيام القادمة ، مشيراً بأنه سيتم ترميم أكثر من 6 ألف منزل مدمر بشكل جزئي كمرحلة أولى بتمويل حكومي بمبلغ مليار ونصف ريال يمني .
.
مشيراً أن إعادة تأهيل المساكن ذات الأضرار الكبيرة والمدمرة بشكل كلي ستتم في المرحلة الثانية وبتمويل من جهات خليجية مختلفة لم يسمها ، لعل ابرزها صندوق الملك سلمان .
.
وفي وقت سابق اكد أمان أن إعادة الإعمار وعمليات الترميم التي ستتم للمنازل المتضررة جزئياً ستنفذها شركات مقاولة متخصصة ، ولن يتم تسليم مبالغ مالية للمتضررين كي يقوموا هم بترميم منازلهم ، الأمر الذي سبب إستياء الكثير من المتضررين لا سيما وأن العديد من المواطنين قاموا بترميم منازلهم عبر قروض بنكية وشخصية كي يتمكنوا من العودة الى منازلهم بعد اشهر من النزوح ، آملين أن الحكومة ستعوضهم في وقت لاحق .
.
يقول أحد المتضررين في حي كريتر بعدن هشام عبداللاه صالح (42 عاماً) أن منزله الذي تضرر في حي القطيع جراء القصف طائرات التحالف قام بترميمه بعد بيع مجوهرات زوجته ليتمكن واسرته من العودة الى منزلهم الذي طاله التدمير جزئياً ، مشيراً أنه كان يتوقع أن تقوم الحكومة بتعويضه لاحقاً .
.
واضاف هشام أن حديث وزير الأشغال العامة بشأن إعادة الإعمار سبب له صدمة كبيرة ، وطالب الحكومة بدفع تعويضات مالية للمتضررين خاصة وأن معظم الأهالي قاموا بترميم منازلهم من خلال عمليات اقتراض وبيع ممتلكات خاصة ونفيسة .
.
المواطنة أم وضاح العمري (55 عاماً) شكت هي الأخر من تضرر منزله في حي كريتر من القصف الجوي ، وقالت أن معظم منازل كريتر قديمة وأثرية وكان نصيبها من التدمير نصيب الاسد ، مشيرة أنها اضطرت للعودة الى منزلها مع بنتيها وقامت بعمليات ترقيع بسيطة تمكنها من الإيواء في المنزل .
.
واضافت أنها منتظرة كبقية المتضررين بالتعويضات الحكومية التي سمعنا عنها كثيراً ولكننا لم نراها حتى اليوم ، ودعت الجهات المسؤولة الى تعويض المتضررين مالياً ، وشكت أنها اضطرت لبيع مجوهرات بنتيها للتتمكن من ترقيع منزلها جزئياً والعودة اليه خاصة أنهم نساء ولا يستطعن العيش في العراء أو في مخيمات كبقية الأسر .
.
وكان اللواء عيدروس الزبيدي قال خلال مؤتمر عقده في ديوان المحافظة يوم الخميس أن الصندوق الإجتماعي للتنمية استلم شيك بمبلغ 2 مليون دولار وسيقوم خلال الايام القادمة بترميم وبناء ما هدمته الحرب كمرحلة أولى في عدن .
.
وعبر مواطنون في عدن عن استغرابهم للتصريحات المتضاربة التي يطلقها المسؤولين ، سيما وان وزير الإشغال العامة المعين من قبل هادي قال في وقت سابق أن المرحلة الاولى لإعادة الإعمار في عدن ستدشن بمبلغ مليار ونصف ريال لترميم أكثر من 6 ألف منزل متضرر جزئياً ، بينما الزبيدي قال أن مبلغ 2 مليون دولار (500 مليون ريال يمني) سيكون مخصص للمرحلة الأولى من عملية إعادة الإعمار .
.
يقول المواطن هاشم سعيد (44 عاماً) أن تضارب تصريحات المسؤولين وعدم البدء بتنفيذ عملية إعادة الإعمار يقف خلفها عمليات عبث ونهب وربما خلافات بين مسؤولين في الحكومة ، مشيراً أن هناك جهات تقف وراء عرقلة عملية إعادة الإعمار في عدن .
.
ويبقى ملف إعادة الإعمار في عدن الأكثر جدلاً بعد مرور أكثر من عام على الحرب التي لازالت لم تضع اوزارها في محافظات شمالية من البلاد .