ماهي الأسرار التي كشفت عنها إشتباكات مطار عدن؟والحقيقة التي تخفيها حكومة هادي عن الجنوبيين”تقرير”
Share
المشهد الجنوبي الأول/خاص
كشفت الإشتباكات التي دارت الأسبوع الماضي في مطار عدن الدولي بين قوات تابعة لعبدربه منصور هادي بقيادة نجله”ناصر عبدربه” وقوات أخرى موالية للإمارات بقيادة”العميري” عن الخلاف العميق الذي يتخلل الطرفين والذي جاء بعد مغادرة قوات الحوثي وصالح من عدن.
الخلاف كما وصفه مراقبون انه مسبق وليس وليد اللحظة التي نشبت فيها الإشتباكات في المطار بتدخل طائرات إماراتية حيث وقد سبق ان اقال هادي مدير أمن مطار عدن “العميري” الذي هو أساساً يخضع لأوامر إماراتية وتوجيهاتها الا أن العميري رفض تسليم المطار لنجل هادي”ناصر”.
وبعد عودة عبدربه منصور هادي من العاصمة السعودية الرياض التي جاءت بعد زيارة قام بها لدولة قطر والتي أغاضت الإمارات آنذاك , رفض العميري السماح لطائرة هادي بالهبوط في مطار عدن الدولي حيث توجه الى سقطرى ومن ثم الى عدن وامر بالقبض على العميري والسيطرة على مطار عدن الذي تحت قبضته الا أن الدعم الإماراتي للعميري حال دون ذلك ودارت الإشتباكات بين الطرفين وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى ولم تتمكن قوات هادي بقيادة نجله”ناصر” السيطرة على المطار.
الإمارات تدخلت بشكل مباشر في الإشتباكات وقصفت طائراتها محيط المطار “منطقة تمركز قوات هادي” حيث إستمرت الإشتباكات مايقارب خمسة أيام على التوالي , حاول خلالها عبدربه منصور هادي الإجتماع بالقيادات العسكرية منها محافظ عدن عيدروس الزبيدي و مدير أمنها شلال شايع المواليين للإمارات الا أنهم رفضوا حضور الإجتماع بتوجيهات إماراتية واستهدفت إحدى طائراتها سيارة تابعة للحرس الخاص بهادي عقب الإجتماع بلحظات محاولة بذلك التخلص من هادي نهائياً.
وغادر هادي بعدها عدن غاضباً الى الرياض بعد رساله عاجله بعث بها نجله “جلال” الى الإمارات يطالبهم فيها باجتماع عاجل مع العاهل السعودي في الرياض ولكن العاهل السعودي رفض مقابلته وانضم للإجتماع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وهادي الذي يلم تظهر نتائج إجتماعهم الى الآن.
خالد القاسمي المقرب من محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، علق على أحداث المطار وظهر بتحديات لهادي أثبت فيها الخلاف العميق بين الطرفين حيث استخدم القاسمي ألفاظ نابية، ردا على هجوم شنه ناشطون موالون لـ”هادي” على ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، و قال: أي تطاول على رمزنا بننعل أبو خامسة حتي لو كانت الشرعية. و نشر صورة ابن زايد أسفل التغريدة.
و في تهديد صريح يؤكد أن الامارات ضالعة في احداث عدن، قال القاسمي: ستظل القوات الأمنية في مطار عدن كما كانت و ستظل طائراتنا تحوم فوق رؤوسكم و رؤوس المجموعات الإرهابية التي جلبتوها , مضيفاً في تحدي لـ”هادي” الذي تحدثت أنباء عن توجهه لاقالة محافظ عدن، عيدروس الزُبيدي و مدير الأمن شلال شائع، قال القاسمي: “الدنيا بخير شلال و عيدروس موجودين و سندهم من أهل الضالع هم سندنا و الأمور طيبة بإذن الله”.
و بأسلوب تهكمي يصف أولاد عبد ربه هادي بأنهم “غير رجال”، حيث قال: “روحوا علموا عيال عبد ربه كيف يتعاملوا مع الرجال”، في اشارة لمواجهات المطار مع قوات هادي التي يقودها نجله ناصر.
من جانبه قال السياسي الإصلاحي السياسي عبد الرقيب الهدياني لصحيفة القدس العربي » إن «استخدام الإمارات للقوة في عدن دليل على أنها فشلت سياسيا على الأرض في إنجاح مخططها وكشفت عن حقيقتها ووجهها القبيح، وهذه كلها بحنكة هادي الذي استفزها واستطاع أن يوقعها في الفخ».
وأوضح أن التصرفات العسكرية الإماراتية في عدن “فيها إساءة كبيرة للسعودية وأن تفعل ذلك الإمارات وهي تحت مسؤوليتها في التحالف” مضيفاً في قوله “أتوقع ان يسند هادي مسؤولية حماية مطار عدن ومينائها إلى قوات سعودية وهذه ضربة أخرى محرجة للإمارات التي يصعب عليها أن ترفض”
وأكد الهدياني أن هادي يتحرك في اتجاه تقليم أظافر الإمارات في اليمن، إثر انكشاف مخططها غير البريء، وقال «أرى أن الأمور مرتبطة ببعضها من البداية، وزيارة هادي لقطر، ربما أغضبت الإمارات فأعقبتها حادثة عدن».
رغم كل ماحدث وصار مكشوفاً الا أن هادي واتباعه مازالوا يحاولون يخفون الحقيقة بعد كشفها ويمارسون التضليل المفضوح حيث أجرت “وكالة سبوتنيك” حواراً مع مستشار هادي عبدالعزيز المفلحي والذي ضم أهم سؤالاً يخص خلافات مطار عدن الدولي قائلاً:
سبوتنيك: ما حقيقة الاشتباكات بين قوات الحرس الرئاسي والداخلية وقوات التحالف؟
المفلحي: أعتقد أن الإشاعات لعبت دوراً كبيراً في هذا الأمر، لطمس الحقائق ونشر البلبلة، فمن ساعد في نشر تلك الإشاعات، له تصورات وأحلام مريضة غير قابلة للتحقيق، وأنا من موقع مسؤوليتي أنفي هذا الأمر نفياً قاطعاً، فلم يحدث أي قتال داخل المطار أو حتى في محيطه نهائياً، وما حدث هو محاولة اغتيال لأحد قادة الحزام الأمني على بعد 5 كيلومترات، وترتب على الحادث استشهاد سبعة من رجال الحزام الأمني وإصابة 11 آخرين، ونحن نعتبر هذا عملا إرهابيا قامت به مجموعة إرهابية رغم تضييق الخناق عليهم في عدن، ولم تعد تلك المجموعات الإرهابية قادرة على الحركة بالفعل كما كانت قبل سنتين.
سبوتنيك: أنتم تنفون حدوث أي قتال في مطار عدن…وماذا كانت تصنع طائرات “الأباتشي” فوق المطار؟
المفلحي: واقعة تدخل طائرات الأباتشي، ناتجة عن سوء فهم حدث بين القوات الموالية للشرعية والتحالف، وحقيقة الأمر هو خلاف حول حدود وصلاحيات كل تشكيل من تشكيلات القوات المسلحة والأمنية، وحدث نوع من الإرباك، سرعان ما تدخل الرئيس هادي، وقيادة التحالف وتم احتواء الموقف وسحب القوات من محيط المطار، وتم إنهاء تلك الأزمة التي بنيت أساساً على سوء فهم، وأعتقد أن كل الأمور ذاهبة في الاتجاه الصحيح بعد توضيح الأمور وتحديد مهام كل طرف.
وبذلك اتهم المفلحي بالتضليل على الجنوبيين الذين يعرفون حقيقة ماحدث أكثر منه.