مرضى الفشل الكلوي في اليمن.. معاناة مستمرة
المشهد الجنوبي الأول | متابعات
شقت بصراحتها صمت الممر الممتلئ بالمرضى وذويهم، وهي تحاول رفع طفلها بعد أن عجز عن المشي، تستنجد الأطباء لتخفيف أوجاعه، نظر إليها الجميع ببؤس شديد، وامتدت الأيادي لمساعدتها في انتشاله من الأرض، ليحجز مقعدا في مركز الغسيل الكلوي.
لكن طابورًا طويلًا من المرضى ينتظرون دورهم، حال دون أن يجلس “مروان” على كرسي الغسيل حتى يحين دوره المقرر في اليوم التالي.وقال طبيب في مركز الغسيل التابع لهيئة مستشفى الثورة العام في صنعاء فضل عدم نشر أسمه لدواع أمنية، “إن إدخال الطفل إلى المركز الآن يعني زيادة أوجاع شخص آخر، وربما المشاركة في قتله”.
وأضاف في حديث لـ”إرم نيوز”، أن المرضى في المركز يتجاوز عددهم عن مائتي مريض بينهم أطفال لديهم جدول يعتمدون عليه في زيارة المركز للغسيل.
وأكد أن” النقص المستمر في الأدوية والمحاليل الطبية الخاصة بمرض الفشل الكلوي يعرض حياة المرضى للخطر, حيث توفي 3 مرضى بينهم سيدة بسبب توقف المركز عن العمل ليومين
وبين الكم الهائل من مآسي الحرب في اليمن، هناك من أنهك المرض أجسادهم ، بعد أن غاب صوت أنينهم وسط أصوات المدافع والقذائف، وإهمال جماعة الحوثي التي تسيطر على مفاصل السلطة في شمال اليمن، واهتمامها المتزايد بلملمة جرحى مقاتليها على حساب المرضى الآخرين.
وبحسب المعلومات المتوفرة فقد وصل عدد المصابين بالفشل الكلوي في محافظة المحويت – غرب اليمن – إلى 180 حالة توفي منذ بداية العام الحالي 19 حالة، وفي محافظة ذمار- وسط اليمن – 183 حالة توفي منذ بداية العام الحالي 44 حالة، وفي محافظة إب – وسط اليمن 520 حالة توفيت منهم 5 حالات.
وأعلنت مستشفيات يمنية، في وقت سابق من الشهر الحالي توقف وحدات غسيل الكلى عن العمل في مقدمتها مستشفى إب العام ومستشفى الثورة بتعز ومستشفى ذمار العام ومستشفى الحديدة العام وعدد من المشافي الأخرى.
و الفشل الكلوي من الأمراض المستعصية التي تجعل الجميع يشعر بالعجز، فجلسات الغسيل علاج مؤقت, ومفعولة آني فقط، وفي حال تأخرت مواعيد تلك الجلسات تتداعى حالة المريض وقد يلفظ أنفاسه الأخيرة من الألم.