حقائق خطيره يكشفها سكرتير الرئيس هادي حول إدارة الدولة والقوى العابثة بها
Share
متابعات ــ عبدالكريم المدي :
خلال لقاء جمعني بالأستاذ القدير / يحيى العراسي السكرتير الصحفي السابق لـ ” هادي “، حدثني فيه عن حقائق مخجلة ، فظيعة تتعلق بالطريقة التي كانت تُداربها دويلة ما بعد الدولة ، من قِبل هادي وأبنائه وتحديدا جلال ، وكيف كان يوقّع ( الأب) المطيع ،على الأوراق المقدّمة من الابن العاق ، وإلى أين كان ينظر( الرئيس ) أثناء التوقيع.
ومن الشخص الذي كان دائما ما يذكره جلال ويحشره في أشياء كثيرة لا تخصه أصلا، ولا علاقة له بها؟
ومن هو القائد الفعلي للجيش ومن هو القائد الفعلي – أيضا- للدولة؟ وكيف كان يتم التعاطي مع منصب الرئيس ومسؤلياته في الفترة التي استلم حكم البلاد فيها، وكم هي المبالغ التي كان يصرفها بالدولارلأشخاص جنوبيين،من أجل التسويق له في المحافظات الجنوبية، لهدف واحد وهوكسبهم إلى صفه شخصيا وليس إلى صف البلاد والوحدة الوطنية ؟
وما هي قدراته كرئيس وكيف كان يمضي وقته من العصر إلى الليل وما الذي يتفرغ له ولسماعه وينفصل بشكل تام عن شؤن ومشاكل البلد؟
ولماذا كان يرفض إقامة مشاريع إستثمارية ضخمة ومن كان يقف وراء الرفض ولماذارفض – أيضا – خطة جاهزة ودراسة قانونية مكتملة ، ستقوم بها شركات لتطوير الانتاج النفطي ورفعه إلى أكثر من (500) ألف برميل يوميا ؟
وكيف كان ينظر لجماعة أنصار الله ، ومن هم الذين كان يخشاهم جدا ويمثلون باالنسبة له حالة ضعف ورهاب شديدين تنتابه عند ذكرهم، لدرجة أن بعضهم لم يكن يستطيع التحدث إليهم حتى بالهاتف ؟
وكيف كان يحاول الأستاذ العراسي تذكيره بأنه رئيس دولة ومسؤلياته متساوية تجاه الجميع وأن عليه أن يتخلص من الشكوك التي كانت تسيطرعليه وتُعطّل مهمته؟ وما سبب إعتكافات سكرتيره في بيته والتي كانت تصل – أحيانا – إلى أشهر؟
ولماذا ذهب عبدربه إلى ” عمران ” في اليوم الثاني من سيطرة أنصار الله عليها ومن نسق له؟
وماذا قال لسكرتيره في حوش البيت عن سقوط عمران، وما سبب رفضه السماح بإقامة مؤتمر صحفي وما هي سياساته التي كان يتبعها مع مختلف القوى؟
وما هي مصادر وحجم إستثمارات أبنائه في الخارج ،وكيف وسّط أناس كي يشغلوا ابنه جلال بوظيفة سائق شيول مع أحد المقاولين قبل أن يصبح نائبا للرئيس بفترة وجيزة وما سبب فشل تلك المحاولات؟ وكيف أكرمه الرئيس صالح وتبني رعايته هو وكل من قدِمَ من الجنوب؟
وماذا قال للقذافي بعد فراره للشمال،وأثناء الحرب الليبية التشادية وكم الألوية العسكرية الجنوبية التي فرت للشمال ، بعد أحداث 13 يناير، وكيف حصل هادي على فرصة المكالمة التي أجراها مع القذافي والتنسيق معه ومن ثم إرسال تلك الألوية العسكرية الجنوبية لليبيا، وكم حصل على أموال ، وماذا قال القذافي عنه وعن الألوية التي أرسلها وكم رجع منها؟
ومن هم الذين هرّبوا أمواله هو وأموال أولاده من صنعاء إلى عدن قبل وبعد دخول أنصار الله؟
وكيف كان ينظر هو ومن معه لأنفسهم ولموقعهم بالنسبة للشمال والجنوب ؟
ولماذا كان يردد في خطاباته ومقابلاته معلومة أن جون برينان رئيس المخابرات الأميركية وباراك أوباما ، أجريا إتصالين به بعد محاولة إغتيال الرئيس صالح ؟
ولماذا كان يشك بالأستاذ يحيى العراسي ، وماذا قال ذات مرة للأخير بعد توسطه لعقيد مريض من أبناء محافظة الضالع ظل منتظرا أمام قصره لأكثر من أسبوع على أمل الحصول على مساعدة علاجية أسوة بغيره من أبناء أبين، وكيف نجح العراسي في الحصول على توجيه منه بصرف مساعدة بسيطة له ،وما سبب سخط هادي عليه على خلفيتها وما هي التسمية التي اطلقها على العقيد الضالعي ومحافظة الضالع عموما؟
وكيف صرف أموال الدولة أثناء فترة علاج الرئيس علي عبدالله خارج البلاد في العام 2011 وكيف أفرغ الميزانية ومن هم الأشخاص المستفيدون من ذلك ومن أي منطقة ينحدرون تحديدا؟
وكم هي المبالغ المالية التي حصل عليها بالدولار من الملك السعودي عبدالله،وكذا حجم المساعدات النفطية، وكم مليون شخص طلب لهم مساعدات مالية لمدة ثلاثة أشهر بمعدل مئة دولار لكل واحد وهل صُرِفت للمعنيين أم لا ؟
وكيف رد على أحد المتصلين به بعد جريمة إستهداف الزعيم صالح في جامع النهدين،حينما قال له خير خلف لخير سلف؟
وما حجم العمولات التي كان يحصل عليها جلال من الشركات النفطية وغيرها وما هي أساليبه التي كان يتبعها؟
اضافة إلى الكيفية التي كان يستغلها هادي بخصوص سعة أفق الرئيس علي عبدالله صالح وتسامحه ورؤيته المتقدمة للأشياء؟
وكيف وقّف الرئيس صالح علاوات الجيش والموظفين في الشمال لمدة ثلاثة أشهر كي يصرفها لجماعة هادي والجيش الذي فر من الجنوب من أجل تأمين معيشتهم ؟
وما سبب إيقاف السعودية صرف ثلاثة مليارات دولار أميركي كان الملك عبدالله قد وجه بها لهادي ، قبل دخول أنصار الله صنعاء؟
الخلاصة ، كان الحديث أكثر من شيق ، مثير ومحير،وبقدرما كانت حقائقه مبكية، بقدرما هي – أيضا – مضحكة، وبقدرماكانت صادمة ومعيبة للإنسان اليمني بقدرما تُمثل دروسا مهمة للتاريخ وللأجيال.
ملاحظة: جزيل شكري ووافر تقديري وعرفاني للأستاذ القدير يحيى العراسي ، الذي منحني ثقته وفتح لي زاوية من زوايا ، قلبه وذاكرته في هذا الحديث الودّي،الذي أعتبره – أيضا – تشريفا لي أخجل تواضعي، سيما بعد أن أكد لي بأنه خصّني به ، ليس كحوار صحفي أو رغبة في الإثارة الإعلامية بقدرما كانت عبارة عن رغبة بوح إنساني، سمّها ما شئت، وفي كل الأحوال يبقى الأمر بالنسبة لي تكريما وثناء منحني إياهما وأعجز عن مقاومة خجلي وعرفاني حيال هذا الشخص ، القامة الكبيرة والذاكرة الوطنية الممتلئة بكثير من الأحداث والشهادات والمحطات.
أضيف وأقول:
ربما أن كثيرامن الحقائق حول تلك الفترة وما أعتراها وتخللها من كوارث قد ترى النور وليس بالضرورة من خلالي ، بما في ذلك الإجابات على بعض التساؤلات التي وردت هنا، وغيرها من التساؤلات التي لم ترد والتي لم يُفصح عنها ،وفي ظني،ستتم الإجابة عن بعضها والبعض الآخر قد لايُجاب عنه على المدى المنظور،وهذا طبعا من وجهة نظري الشخصية.
شكرا أستاذ يحيى العراسي، ولكم نغبطك على صبرك وروحك الوطنية وتواضعك وإخلاصك لبلدك وتمتعك بذلك القدر الهائل من الوفاء والحكمة والقناعة والبساطة والوعي والذخيرة الوفيرة من المعلومات.